للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{نَأْكُلَ مِنْهَا} (١) فكأنه أراد أنه يكون له بذلك مزية علينا في الفعل بأكلنا من جنته (٢).

وقوله: {وَقَالَ الظَّالِمُونَ} قال ابن عباس: وقال المشركون للمؤمنين (٣): {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} أي: ما تتبعون إلا مخدوعًا مغلوبًا على عقله (٤). وذكرنا تفسير المسحور عند قوله: {إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا} [الإسراء ١٠١] (٥).

٩ - قوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} قال مقاتل: وصفوا لك الأشياء حين زعموا أنك مسحور (٦). وذلك أنهم كانوا يقولون له مرة: ساحر، ومرة: هو شاعر، ومرة: هو مجنون ومسحور، كما أخبر الله تعالى عنهم في آي كثيرة (٧)، فذلك ضربهم له


(١) قراءة حمزة، والكسائي. "السبعة في القراءات" ص ٤٦٢، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٣٥، و"النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣٣٣.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٣٣٥، باختصار.
(٣) ذكره ابن جرير ١٨/ ١٨٤، ولم ينسبه.
(٤) "تنوير المقباس" ص ٣٠١، و"تفسير مقاتل" ص ٤٣ أ، و"تفسير هود الهوّاري" ٣/ ٢٠١، ولم ينسبه.
(٥) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: قيل في المسحور هاهنا أنه بمعنى الساحر؛ كالمشؤوم والميمون، وذكرنا هذا في قوله: {حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: ٤٥] وهذا قول الفراء وأبي عبيدة، وقيل إنه مفعول من السحر؛ أي أنك قد سُحِرت فأنت تحمل نفسك على هذا الذي تقوله للسحر الذي بك، وقال محمد بن جرير: أي مُعطى علم السحر، فهذه العجائب التي تأتي بها من سحرك.
(٦) "تفسير مقاتل" ص ٤٣ أ. وفيه: ساحر، بدل مسحور.
(٧) كقوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [الإسراء: ٤٧]. والآية: ٢٧، من سورة: الشعراء، والآية: ٣٦، من سورة: الصافات. والآية: ١٤، من سورة: الدخان، والآيات ٤٠ - ٤٢ من سورة: الحاقة. وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>