للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمثال، وتشبيههم حاله بحال الساحر، والشاعر، والمجنون، والمسحور.

وقال أهل المعاني: مثلوه بالمسحور، وبالمحتاج المتروك، والناقص عن القيام بالأمور (١).

قال الله تعالى: {فَضَلُّوا} قال مقاتل: عن الهدى (٢) {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} قال ابن عباس: يريد سبيل الهدى (٣). وهذا قول أعظم المفسرين (٤).

والمعنى: أنهم ضلوا عن قصد الطريق بتكذيبك ولا يجدون إلى الحق طريقًا (٥). وهذه الآية بهذا التفسير تدل على أن الكافر غير مستطيع


(١) لم أجد هذا القول فيما تيسر لي من كتب المعاني.
(٢) "تفسير مقاتل" ص ٤٣ أ.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٨/ ١٨٥ بإسناده، من طريق ابن إسحاق، بلفظ: أي: التمسوا الهدى في غير ما بعثتك به إليهم فضلوا، فلن يستطيعوا أن يصيبوا الهدى في غيره. ولم ينسبه لغيره. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٦٥، من قول ابن إسحاق، ولم ينسبه لغيره. ولم يذكره في "تنوير المقباس" ص ٣٠١، بل ذكر قولاً قريباً من كلام مجاهد.
(٤) هكذا في نسخة: (أ)، (ب): (أعظم)، وفي نسخة: (ج): (عُظم)؛ عُظْم الناس، وعظمهم، أي: معظمهم. "لسان العرب" ١٢/ ٤١٠ (عظم). وابن جرير يذكر ذلك في تفسيره؛ قال ٤/ ٥٥٠: وذلك قراءة عُظْم أهل الحجاز ...
ولم أجد هذا القول إلا لابن عباس من طريق ابن إسحاق، كما سبق. فنسبة هذا القول لأكثر المفسرين، فيه نظر. وخاصة أنه ذكر بعد ذلك ما يخالف هذا من قول مجاهد، ومقاتل. ولما ذكر الثعلبي ٨/ ٩٢ هذا القول اقتصر عليه، ولم ينسبه لأحد. والله أعلم.
(٥) قريب من هذا قول الطوسي ٧/ ٤٧٤: معناه: لا يستطيعون طريقاً إلى الحق، مع تمسكهم بطريق الجهل، وعدولهم عن الداعي إلى الرشد. أما قول ابن عباس: يريد: سبيل الهدى؛ فلا يفيد هذا المعنى. قال ابن جرير ١٨/ ١٨٤: فلا يجدون سبيلاً إلى الحق إلا فيما بعثتك به، ثم ساق قول ابن عباس مؤيدًا له. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>