للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وزعموا أن عيسى لغير رشده (١)

وذكرنا معنى البهتان في قوله: {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً} [النساء: ١١٢].

١٥٧ - قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ} الآية.

اليهود تدعى أنهم قتلوا عيسى بن مريم، وقد كذبوا في ادعائهم ذلك، واستحقوا على هذه الدعوى ما يستحقه قاتل عيسى، لأنهم أتوا ذلك الأمر على أنه قتل نبي. قاله الزجاج وغيره (٢).

قال المفسرون: إنَّ عيسى عليه السلام لما أراد الله عز وجل رفعه إليه قال لأصحابه: "أيكم يرضى أن يُلقى عليه شبهي، فيقتل ويصلب، ويدخل الجنة؟. فقال رجل منهم: أنا. فألقي عليه شبهه، فقُتل وصُلب، وهم يظنون أنهم قتلوا عيسى، فقال الله تعالى تكذيبًا لليهود: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} " (٣).

قال ابن السكيت: يقال: صَلَبَه يَصْلُبُه صَلبًا، وأصله من الصليب وهو الودك، وأنشد:

ترى لِعظامِ ما جَمعت صَليبًا (٤)


(١) من قوله: "وزعموا" ليس من الأثر عن ابن عباس، ويحتمل أن المراد به أنه لما تكلم عيسى عليه السلام وهو في المهد زعموا أنه لم يرشد ولم يعقل بعد، والله أعلم.
(٢) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٢٨، و"زاد المسير" ٢/ ٢٤٤.
(٣) انظر: الطبري ٦/ ١٢ - ١٣، و"بحر العلوم" ١/ ٤٠٢، و"الكشف والبيان" ٤/ ١٣٩ أ، و"زاد المسير" ٢/ ٢٤٤، و"ابن كثير" ١/ ٦٣٣.
(٤) "تهذيب اللغة" ٢/ ٢٠٣٧ (صلب)، والصيب: ودك العظام.
وما أنشده عجز بيت لأبي خراش الهذلي، وصدره:
جريمة ناهض في رأس نيق
انظر -إضافة إلى "التهذيب"- "ديوان الهذليين" ٢/ ١٣٣ و"الحجة" ٣/ ١٩٦ وسيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>