للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد ألف الفراء كتابه "معاني القرآن" وحشد فيه من المسائل النحوية والصرفية واللغوية، ومذاهب العرب وتوجيه القراءات وتفسير القرآن من وجهة عربية لإبراز مذهبه الكوفي في علوم العربية.

وقد أفاد الواحدي من كتاب "معاني القرآن" ونقل عنه كثيرًا إما بالعزو إليه فيقول: قال الفراء، ومن أمثلة ذلك تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: ٢] عن معنى "ذلك" قال: قال الفراء:

وإنما يجوز "ذلك" بمعنى "هذا" لما مضى وقرب وقت تقضيه، أو تقضي ذكره، فأما الموجود الحاضر فلا يقال فيه "ذلك" .... إلخ " (١).

وربما نقل عنه بالسند كما في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: ٢٩] قال: "أخبرني أبو سعيد بن أبي عمرو النيسابوري -رحمه الله- ثنا محمد بن يعقوب المعقلي ابنا محمد بن الجهم (٢) (٣)، عن الفراء قال: الاستواء في كلام العرب على جهتين، إحداهما: أن يستوي


= لسقطت العربية لأنه كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب. توفي رحمه الله سنة ٢٥٧ بطريق مكة عن عمر ثلاث وستين سنة.
من مصنفاته: "الحدود"، "معاني القرآن"، "الوقف والابتداء"، "المصادر".
ينظر ترجمته: "وفيات الأعيان" ٢/ ٣٠١ - ٣٥٤، "معجم الأدباء" ٢٠/ ٩ - ١٤، "أخبار النحويين البصريين" ص ٥١، "تذكرة الحفاظ" ١/ ٣٣٨.
(١) انظر: "البسيط" عند تفسير الآية [٢]، "معاني القرآن" ١/ ١٠.
(٢) هو: محمد بن الجهم السِّمرِّي، أبو عبد الله راوي كتاب "معاني القرآن" للفراء. ينظر ترجمته: "تاريخ بغداد" ٢/ ١٦١، "الإكمال" ٤/ ٥٢٩، "غاية النهاية في طبقات" ١/ ٣٢٧، "سير أعلام النبلاء" ١٣/ ١٦٣، "تذكرة الحفاظ" ٢/ ٣١٤.
(٣) "معاني القرآن" ١/ ١٤، "البسيط" عند الآية [٢٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>