للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله تعالى بعد ذلك أنه قد غفر لهم ذلك، هذا قول عامة أهل التأويل (١).

وقال عطاء عن ابن عباس: {إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا} يريد من بعد ما خرجوا إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وصاروا عنده بالمدينة، غفر الله لهم مقامهم بمكة وتثبطهم بها، عفا الله ذلك عنهم (٢)، فعلى هذا الكناية في {بَعْدِهَا} تعود إلى الهجرة، ودلّ عليها: {هَاجَرُوا}، والمغفرة لمقامهم بمكة وتخلفهم عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد خروجه، وقرأ ابن عامر فَتنوا، بفتح الفاء (٣)، ومعنى هذا {للذينَ هاجَروا مِن بعدِ ما فَتنُوا} أنفسهم بإظهار ما أظهروا للتقية، وجعل ذلك فتنة؛ لأن الرخصة فيه لم تكن نزلت بعد (٤).

وذهب قوم من المفسرين إلى أن الآية نزلت في قوم من الذين كانوا يُعذِّبون المستضعفين بمكة، آمنوا وهاجروا إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (٥) فقال الله


(١) ورد مختصرًا في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٨ أ، والطبري ١٤/ ١٨٣، والثعلبي ٢/ ١٦٥ أ، والسمرقندي ٢/ ٢٥٣، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٤٧، وابن عطية ٨/ ٥٢٥، وابن الجوزي ٤/ ٤٩٨، والخازن ٣/ ١٣٧.
(٢) ورد مختصرًا غير منسوب في "تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٥٣، والزمخشري ٢/ ٣٤٥، وابن عطية ٨/ ٥٢٥، وابن الجوزي ٤/ ٤٩٩، والفخر الرازي ٢٠/ ١٢٦.
(٣) انظر: "السبعة" ص ٣٧٦، و"إعراب القراءات السبع وعللها" ١/ ٣٦٠، و"علل القراءات" ١/ ٣٠٩، و"الحجة للقراء" ٥/ ٧٩، و"المبسوط في القراءات" ص ٢٢٦، و"التبصرة" ص ٤٦٦، و"التيسير" ص ١٣٨، و"المُوضح في وجوه القراءات" ٢/ ٧٤٥.
(٤) ورد في "الحجة للقراء" ٥/ ٧٩، بنصه تقريبًا، لكنه قال: لأن الرخصة فيه لم تكن نزلت بعد، وقد تصحفت في المصدر (الرخصة) إلى (الرحمة). وورد بنحوه في "الكشف عن وجوه القراءات" ٢/ ٤١، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٤٣١، وانظر: "المُوضح في وجوه القراءات" ٢/ ٧٤٥, و"تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ١٢٥.
(٥) ورد بنحوه في "إعراب القراءات السبع وعللها" ١/ ٣٦١، و"الكشف عن وجوه =

<<  <  ج: ص:  >  >>