للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {أَنَّى لَكِ هَذَا}. قال ابن عباس (١): يريد: من أين لك هذا؟ وانما سألها؛ لأنه خاف أن يأتيها الرزقُ من غير جهته، فتبيَّن أنه من عند الله، لا من عند الناس (٢).

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}. قد فَسَّرنا هذا في موضعين: من (٣) سورة البقرة، ومن هذه السورة (٤). وهذا يحتمل أن يكون من كلام مريمَ، ويحتمل أنَّه على (٥) الابتداء، والأَوْلى به الاستئناف (٦)؛ لأنه ليست (٧) من معنى الجواب عمَّا سئلت في شيء.


(١) لم أقف على مصدر هذه الرواية عنه.
(٢) ممن قال بأن (أنَّى) بمعنى (أين): أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ١/ ٩١، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ص ٩٩. بينما يرى الإمام الطبري في تفسيره: ١/ ٣٩٧ - ٣٩٨: أنَّ هناك اختلافًا بين (أنى) و (أين) و (كيف)، ويرى أنه نظرا لتقارب معنى (أنَّى) من هذه الحروف فقد تداخلت معانيها وحصل اللَّبْسُ، فتُؤُؤِّلت بـ (أين) و (كيف) و (متى) مع مخالفة معناها لهذه الحروف، ومخالفة هذه الحروف لها، ويرى أنَّ (أين) سؤال عن الأماكن، و (كيف) سؤال عن الأحوال، أمَّا (أنَّى) فهي سؤال عن المذاهب والوجوه، وقد بيَّن الطبري هذا الأمر بإسهاب مستدلًّا عليه بأمثلة من القرآن وشعر العرب. وبهذا قال النحاس كذلك، رادًا على أبي عبيدة في "معاني القرآن" ١/ ٣٨٩. وانظر حول هذا الموضوع: "إعراب الحديث النبوي" للعكبري: ٩٦، "البحر المحيط" ٢/ ٤٤٣، "الدر المصون" ٢/ ٤٢٣.
(٣) في (د): (في).
(٤) عند آية: ٢٧.
(٥) في (ب): (أن يكون على).
(٦) وبه قال الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٤٧.
(٧) في (ج): (ليس).

<<  <  ج: ص:  >  >>