للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الفراء: (يقول: أحرّم عليكم من قِبل اشتمال الرحم، فلو قالوا ذلك لحرم عليهم الذكر والأنثى؛ لأن الرحم يشتمل على الذكر والأنثى) (١).

وقال ابن قتيبة: (يقول: فإن كان التحريم من جهة اشتمال الرحم، فالأرحام تشتمل على الذكور، وتشتمل على الإناث، وتشتمل على الذكور والإناث، فكل جنين حرام) (٢)، وهذه الأقوال معناها واحد، وذكرتها لزيادة البيان.

قال مجاهد: (يقول: إنما الأنعام ثمانية أزواج، فمن أين جاء التحريم أمن قبل الذكر أم من قبل الأنثى، أما اشتملت عليه الأرحام، وهي لا تشتمل إلا على ذكر أو أنثى، فإن قالوا: من قبل الأنثيين، جاء التحريم، حرم عليهم كل أنثى. فإن قالوا: من قبل الذكرين، حرم عليهم كل ذكر، وعرفوا أن الأرحام لا تشتمل (٣) إلا على ذكر أو أنثى، فلم تحرّمون بعضًا وتحلون بعضًا؟) (٤).

وهذا معنى قول ابن عباس (٥) والكلبي (٦) ومقاتل (٧).


(١) "معاني الفراء" ١/ ٣٦٠.
(٢) "تأويل مشكل القرآن" ص ٣٤١.
(٣) لفظ: (لا تشتمل) ساقط من (أ).
(٤) لم أقف عليه عن مجاهد، وأخرجه الطبري ٨/ ٦٦، عن ابن جريج فقط.
(٥) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٦٧، وابن أبي حاتم ٥/ ١٤٠٣ بسند جيد وذكره السيوطي في "الدر" ٣/ ٩٥.
(٦) "تنوير المقباس" ٢/ ٦٨ - ٦٩، وذكره هود الهواري في "تفسيره" ١/ ٥٦٩ عن الكلبي.
(٧) "تفسير مقاتل" ١/ ٥٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>