للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من (فعل) (قال) لأن العين محذوفة (١)، ويجوز أن يكون على القلب، كأنه هاري، وإذا دخل التنوين سقط الياء لالتقاء الساكنين نحو قاضٍ ورامٍ، قال الأخفش: (ويقال هار يهار، مثل خاف يخاف) (٢).

وقرى (٣) (هار) بالإمالة (٤)، وهي حسنة لما في الراء من التكرير، فكأنك قد لفظت براءين مكسورتين وبحسب كثرة الكسرات تحسن الإمالة.

وقوله تعالى: {فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} الانهيار والانهيال متقاربان في المعنى كما تقاربا في اللفظ، قال الشاعر (٥):

كمثل هيل نقًا طاف الوليد به ... ينهار حينًا وينهاه الثرى حينا

وفاعل (انهار): البنيان، والكناية في {بِهِ} تعود إلى الباني أي انهار البنيان بالباني {فِي نَارِ جَهَنَّمَ}؛ لأنه معصية وفعل لما كرهه الله من الضرار والكفر والتفريق بين المؤمنين، وهذه الآية بيان عما يوجبه تأسيس البنيان


(١) ما بين العلامين ليس من كلام أبي علي في "الحجة".
(٢) أهـ. كلام أبي علي، انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ٢٢٥ - ٢٢٧ باختصار وتصرف، ولم أجد كلام الأخفثس في كتابه "معاني القرآن".
(٣) في (ى): (ويقال).
(٤) وهي قراءة أبي عمرو والكسائي ويحيى عن أبي بكر عن عاصم، وقالون عن نافع، والداجوني عن ابن عامر. انظر: "كتاب السبعة" ص ٣١٩، و"إرشاد المبتدي" ص ٣٥٦، و"تحبير التيسير" ص ١٢١.
(٥) هو: تميم بن أُبي بن مقبل، والبيت في "ديوانه" ص٣٢٦، و"الشعر والشعراء" ص ٢٩٩، ورواية البيت فيهما:
يمشين هيل النقا مالت جوانبه ... ينهال حينًا وينهاه الثرى حينًا
وانظر: البيت بلا نسبة بمثل رواية المؤلف في "الحجة" ٤/ ٢٢٩.
والشاعر يصف نسوة كما في "الشعر والشعراء"، الموضع السابق، والنقا: الكثيب من الرمل. انظر: "لسان العرب" (نقا) ٨/ ٤٥٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>