للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: أبيت أسري إلى الفجر المضيء.

وقال الأزهري: وسمي المسافر مسافرًا لكشفه قناع الكِنِّ عن وجهه، وبروزه للأرض الفضاء، وسُمِّي السَّفَرُ سَفَرًا لأنه يُسْفِر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم، فيظهر ما كان خافيًا منها، ويقال لبقية بياض النهار بعد مغيب الشمس: سفر؛ لوضوحه، ومنه قولُ الساجع: إذا طلعتِ الشِّعْرى سَفَرًا ولم تر فيها مطرًا (١).

والسافرة والسَّفْر: جمع سافر (٢)، ورجل مِسْفَر: قَوِيُّ على السَّفَر (٣).

وقوله تعالى: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} الرَّهْنُ: مَصْدرُ رَهَنْتُ عند الرجل رهَنًا فأنا أَرْهَنْهُ: إذا وضعته عنده.

قال الشاعر:

يُرَاهِنُنُي فَيَرْهَنُنِي بنيه ... وأَرْهَنُهُ بَنِيَّ بِمَا أَقُولُ (٤)

وأَرْهَنْتُ فلانًا ثوبًا: إذا دفعته إليه ليرهنه (٥)، وأَرْهَنْتُ بمعنى رهنت، لغة عند الفراء، واحتج ببيت ابن همام السلولي:


(١) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٠٧٢ بتصرف، والشعرى: نجم معروف، والمراد طلوعها عشاء.
(٢) في (م): (مسافر). وفي "اللسان" ٤/ ٢٠٢٥: والمسافر كالسافر.
(٣) تقدم كلام المؤلف عن السفر في اللغة عند قوله: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ}، وينظر في سفر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٠٢ - ١٧٠٢، "اللسان" ٤/ ٢٠٢٤ - ٢٠٢٧.
(٤) البيت لأحيحة بن الجلاح، شاعر جاهلي، وذكر الأبيات الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ٣٦٨ دون نسبة، "الخزانة" ٢/ ٢٣ "مجمع الأمثال" للميداني، "اللسان" ٣/ ١٧٥٧ مادة: (رهن)، وينظر التعليق على"معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٦٧.
(٥) ورهن أكثر استعمالًا من أرهن. ينظر "الحجة" ٢/ ٤٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>