للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلها (١)، وقال الحسن: قال رجل يا رسول الله: إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشراك (٢)، قال: "ذلك ضرب الملائكة" (٣).

وقوله تعالى: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} فيه إضمار أي: ويقولون ذوقوا، وإنما حذف لدلالة الكلام عليه من جهة أن عقابهم لهم يقتضي أن يقولوا لهم ما يسوؤهم، وحذف القول في القرآن كثير كقوله: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا} [البقرة: ١٢٧] أي: ويقولان (٤) ربنا، ومثله: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا} [السجدة: ١٢] أي: ويقولون ربنا، قال ابن عباس: يقولون لهم هذا بعد الموت (٥)، ونحو ذلك قال الحسن (٦) وغيره (٧).

وقال بعضهم: كان قول الملائكة لهم: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} في الدنيا وذلك أنه كان مع الملائكة مقامع كلما ضربوا التهبت النار في


(١) هذا التقدير عدول عن ظاهر الآية بلا دليل، وليس هو التقدير الدقيق لقول مرة وابن جريج. وقد ذكر الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ١٦٣ علة تخصيص الوجه والدبر فقال: وإنما خصوهما بالضرب لأن الخزي والنكال في ضربهما أشد.
(٢) الشراك: سير النعل الذي يكون على وجهها. انظر: "لسان العرب" (شرك) ٤/ ٢٢٥٠.
(٣) رواه ابن جرير ١٠/ ٢٢، والثعلبي ٦/ ٦٧ أ، وهو حديث مرسل، وقد اختلف العلماء في مراسيل الحسن البصري، والإمام أحمد يرى أنها من أضعف المراسيل. انظر: "شرح علل الترمذي" ١/ ٢٩٠.
(٤) في (ج) و (س): (ويقولون).
(٥) رواه البغوي ٣/ ٣٦٨.
(٦) رواه الثعلبي ٦/ ٦٧ أ، والبغوي ٣/ ٣٦٨.
(٧) انظر: "تفسير مقاتل" ل ١٢٣ أ، وابن الجوزي ٣/ ٣٦٩ , والزمخشري ٢/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>