للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ}، قال ابن عباس: جرحت قلوبكم (١)، قال أهل المعاني: إنما قال: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} مع أن اليد لا تعقل شيئًا للبيان عن أن اعتقاد الكفر بالقلب بمنزلة ما يعمل باليد في الجناية، ولذلك لم يذكر القلوب وإن كان بها معتمد العصيان؛ لأنه قصد إظهار ما تقع به الجنايات في غالب الأمر وتعارف الناس.

وقوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} في محل (أن) وجهان: أحدهما: النصب، بمعنى: وبأن الله، قال الفراء: وهذا إذا جعلت (ذلك) نصبًا (٢)، فإن جعلت (ذلك) في موضع رفع (٣) جعلت (أن) في موضع رفع (٤) أيضًا بمعنى: وذلك أن الله (٥).

ومعنى {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}، قال ابن عباس: يريد: تبين سبيل (٦) الهدى، وعرفتم سبيل الرشاد، وتربصتم عن الهجرة، وشككتم في


(١) لم أقف عليه، وما قدمت الأيدي أعم من كسب القلوب. انظر: "تفسير ابن جرير" ١٠/ ٢٣.
(٢) أي تجعله مفعولًا به، والتقدير: فعلنا ذلك.
(٣) إما مبتدأ خبره الجملة بعده كما قال أبو حيان في "البحر المحيط" ٤/ ٥٠٦، أو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: الأمر ذلك، كما قدره النحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٦٨١.
(٤) اهـ. كلام الفراء، انظر: "معاني القرآن" ١/ ٤١٣، وقد تصرف الواحدي في عبارته.
(٥) في محل (أن) وجه ثالث وهو الخفض عطفًا على (ما) في قوله تعالى: {بِمَا قَدَّمَتْ}.
انظر: "مشكل إعراب القرآن" ص ٣١٧، و"إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٦٨١، و"تفسير ابن جرير" ١٠/ ٢٣، و"البيان في غريب إعراب القرآن" ١/ ٣٩٠، وقد رد هذا الوجه أبو السعود في "تفسيره" ٤/ ٢٧.
(٦) ساقط من (م) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>