للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} أي: من مَثَلهم (١). قال الزجاج: وحذفت من؛ لأن في الكلام دليلًا عليه، لو قلت: رأيتُ زيدًا وعمْرًا، فكان عمْرٌو (٢) أحسن وجهًا. كان في الكلام دليل على أنك تريد: مِنْ زيد (٣). وهذا الذي ذكرنا معني قول مقاتل، في هذه الآية (٤)

وذكر عطاء والكلبي، بيان ما يأتون به، وما يجيء الله به مما هو الحق؛ فقالا: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} كما أتوا به في صفة عيسى فقالوا: إنه خُلِق من غير أب (٥) {إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ} هو أي: بما فيه نقض لحجتهم؛ وهو: آدم، خُلِق من غير أب، ولا أم. وهذا معنى قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ} الآية (٦) [آل عمران: ٥٩].

وأما معنى التفسير، فهو: تفعيل، من: الفسر. قال ابن الأعرابي: الفَسْرُ: كشفُ ما غطي (٧). وقال الليث: الفسر: التفسير، وهو البيان،


= حقًا. قال السعدي ٥/ ٤٧٨: وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي للمتكلم في العلم، من محدث، ومعلم، وواعظ، أن يقتدي بربه، في تدبيره حال رسوله، كذلك العالم يدبر أمر الخلق، وكلما حدث موجب، أو حصل موسم، أتى بما يناسب ذلك من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والمواعظ الموافقة لذلك.
(١) قال الهواري ٣/ ٢٠٩: وقال بعضهم: أحسن تفضيلاً.
(٢) (فكان عمرو) ساقطة من (ج).
(٣) "معاني القرآن" للزجاج٤/ ٦٧.
(٤) "تفسير مقاتل" ص ٤٥ أ.
(٥) ذكر هذا القول القرطبي ١٣/ ٣٠ ولم ينسبه. وذكر عن الكلبي أنه قال {وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} أي: تفصيلاً، ومثل ذلك ذى ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٩١، عن عطاء ولم يذكر هذا المثل.
(٦) الشاهد من الآية، لم يذكر، وهو قوله: {كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ولم أجد هذا القول في "الوسيط"، و"الوجيز".
(٧) "تهذيب اللغة" ١٢/ ٤٠٦ (فسر).

<<  <  ج: ص:  >  >>