للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} روي عن ابن عباس أنه قال: لم يسمه فالله أعلم (١). وروى عطاء عنه، ومقاتل عن الضحاك عنه، قال: يريد أنّ عن يمين العرش نهرًا من نور؛ مثل السموات السبع والأرضين السبع والبحار السبع يدخل جبريل فيه كل سحر فيغتسل فيزاد نورًا إلى نوره وجمالًا إلى جماله، وعِظَمًا إلى عِظَمِه، ثم ينتفض فيخلق الله من كل نفضة تقع من ريشه كذا وكذا ألف ملك، يدخل منهم كل يوم سبعون ألفًا البيت المعمور، وفي الكعبة سبعون ألفًا، لا يعودون إليه إلى أن تقوم الساعة (٢).


= على عبد الباقي ٣/ ٣٩، و"المبسوط" ١١/ ٢٣٣، و"حاشية ابن عابدين" ٦/ ٣٠٥، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٧٦، و"المجموع" ٩/ ٤، و"المغني والشرح الكبير" ١١/ ٦٩، و"فتح الباري" ٩/ ٥٦٦، و"أضواء البيان" ٢/ ٢٥٤، و"أحكام الأطعمة في الشريعة الإسلامية" ص ١٢٦.
(١) انظر: "تنوير المقباس" ص ٢٨٢، بنحوه.
(٢) ليس في تفسير مقاتل، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ص ١٥٤، بنحوه من طريقين؛ مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من رواية أبي سعيد، وموقوفًا على وهب بن منبه، لكن ليس في الروايتين أنه تفسير لقوله تعالى: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، وورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٤ ب، بنصه، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ٢٣١، و "تفسير القرطبي" ١٠/ ٨٠، وأبي السعود ٥/ ٩٨، و"تفسير الألوسي" ١٤/ ١٠٢، وورد غير منسوب في: "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٣٢ مختصرًا.
وعلى هذا التفسير مأخذان؛ الأول: أنه حدد وخصص ما أبهم الله خلقه بأمور بعيدة عن سياق الآية. الثاني: أن الحديث الوارد موضوع، فقد أورده السيوطي في "اللالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" ١/ ٨٤، عن أبي هريرة مرفوعاً. وأغلب الظن أن الأثر من الإسرائيليات، يؤكده أنه ورد عن أحد مصادر الإسرائيليات، وبذلك جزم محقق كتاب "العظمة" ص ١٥٤، رقم (٣)، وقد أورده ابن الجوزي بنحوه في كتاب "الموضوعات" ١/ ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>