للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأَلمَعِيُّ الذِي يَظُنُ لَكَ الظَّـ ... ـنَّ كَمَنْ قَدْ رَأى وَقَدْ سَمِعَا (١)

وذكر أبو القاسم الزجاجي حقيقة (٢) الظن في اللغة، فقال: هو اعتقاد الشيء على طريقة التقدير والحدس، فإن أصاب فيما ظن صار يقينا، وإن لم يصب كان مخطئا في تقديره، ولهذا ذكر أهل اللغة هذه اللفظة في باب الأضداد، فقالوا: الظن: يقين وشك (٣)، لأنه وضع لمعنى بالاعتبار يؤول (٤) إلى أحدهما، كما يقال: الظن يخطئ ويصيب، فإن أصاب الظان فيما اعتقد وقدر، عبر عن ذلك باليقين؛ وإن (٥) لم يصب كان ظنه شكًّا (٦).

وسئل أبو عمرو بن العلاء عن الظن، فقال: النظر في المطلوب بضرب من الأمارة، بمعنى أن الأمارة لما كانت مترددة بين يقين وشك، فتقرب (٧)


(١) البيت من قصيدة لأوس بن حجر يرثي بها فضالة بن كلدة، ويروي البيت (كأن) بدل (كمن)، وقوله: (الألمعي): المتوقد ذكاء. ورد البيت في (الخصائص) ٢/ ١١٢، "المصون في الأدب" ص ١٢٣، (عيون الأخبار) ١/ ٩١، "معاهد التنصيص" ١/ ١٢٨، "ديوان أوس" ص ٥٣.
(٢) في (ج): (وحقيقة)
(٣) انظر: "الأضداد" لابن الأنباري ص ١٤، "الأضداد" لقطرب ص ٧١، "الأضداد" للأصمعي ص ٣٤، وللسجستاني ص ٧٦، ولابن السكيت ص ١٨٨، (والثلاثة الأخيرة ضمن ثلاثة كتب في الأضداد) "تهذيب اللغة" (ظن) ٣/ ٢٢٥٣، "اللسان" (ظن) ٥/ ٢٧٦٢.
(٤) في (ج): (يوو).
(٥) في (أ)، (ج): (فإن)، وأثبت ما في (ب) لأنه أولى في السياق
(٦) انظر: "غريب الحديث" للخطابي ٣/ ٢٦، "اللسان" (ظن) ٥/ ٢٧٦٢.
(٧) في (أ): (فنفرت)، وفي (ج): (فيقرب) وأثبت ما في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>