للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سلف منهم، وكل من يندم أو نُدِّم فإظهار ندامته أن يقول: (وَيْ) (١). وذكر الفراء في هذه الكلمة قولين؛ أحدهما قال: يذهب بعض النحويين إلى أنهما كلمتان؛ يريد: ويك أنه، أراد: ويلك، فحذف اللام وجعل أنَّ مفتوحة بفعل مضمر، كأنه قال: ويلك أعلم، فأضمر: أعلم.

قال الفراء: ولم نجد العرب تُعمل الظن والعلم بالإضمار، ألا ترى أنه لا يجوز أن تقول: يا هذا أنك قائم، تريد: علمت أو أعلم (٢). وهو (٣) الذي ذكره قول قطرب (٤).

قال الفراء: وأما حذف اللام من: ويلك، حتى تصير: ويك، فقد تقوله العرب لكثرتها في الكلام، قال عنترة:

ولقد شَفَى نفسي وأبرأَ سُقمها ... قولُ الفوارسِ وَيْكَ عنترَ أَقدِمِ (٥)


(١) "الكتاب" ٢/ ١٥٤. بمعناه. وذكره بنصه الزجاج ٤/ ١٥٦، والأزهري، "تهذيب اللغة" ١٥/ ٦٥٣ (وي). والثعلبي ٨/ ١٥٤ ب. قال ابن قتيبة: وقال ابن عباس في رواية أبي صالح: هي كأن الله يبسط الرزق لمن يشاء، كأنه لا يفلح الكافرون، وقال: وي: صلة في الكلام. وهذا شاهد لقول الخليل. "تأويل مشكل القرآن" ص ٥٢٦.
(٢) نقل كلام الفراء ابن جرير ٢٠/ ١٢١، بلفظ: ولم نجد العرب تُعمل الظن مضمرًا، ولا العلم وأشباهه في: أنَّ، وذلك أنه يبطل إذا كان بين الكلمتين، أو في آخر الكلمة، فلما أضمر جرى مجرى المتأخر؛ ألا ترى أنه لا يجوز في الابتداء أن تقول: يا هذا، أنك قائم، ويا هذا أن قمت، تريد: علمت، أو أعلم، أو ظننت، أو أظن.
(٣) في النسخ كلها: وهو. ولعل المناسب: وهذا.
(٤) ذكره عنه الثعلبي ٨/ ١٥٤ ب.
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣١٢، ونسبه لعنترة، وهو في "ديوانه" ٣٠. وأنشده أبو علي في المسائل الحلبيات ٤٤، ولم ينسبه. وأنشده ونسبه الثعلبي ٨/ ١٥٤ ب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>