وأما كون المرأة خلقت من ضِلَع فهذا ثابت في الصحيحين، من حديث أبي هريرة؛ ولفظه: استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا. البخاري، كتاب: النكاح، رقم (٥١٨٥)، "فتح الباري" ٩/ ٢٥٢، ومسلم ٢/ ١٠٩٠، كتاب: الرضاع، رقم (١٤٦٨)، وزاد: (وكسرها طلاقها). قال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: قوله: (فإنهن خلقن من ضلع) كأن فيه إشارة إلى ما أخرجه ابن إسحاق في المبتدأ، عن ابن عباس، أن حواء خلقت من ضلع آدم الأقصر الأيسر وهو نائم. "فتح الباري" ٩/ ٢٥٣. (١) لعله يعني مقاتل؛ حيث قال: {أَنْفُسِكُمْ} يعني: بعضكم من بعض. "تفسير مقاتل" ٧٨ أ. وذكره الثعلبي ٨/ ١٦٧ ب، ولم ينسبه. وذكر نحوه الماوردي عن علي بن عيسى. "النكت والعيون" ٦/ ٣٠٥. والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن لا تعارض بين هذه الأقوال، فالقول الأول يدل على أن الزوج من جنس الآدمي، وهو بهذا يتفق مع القولين بعده، وأفاد القول الثاني أن أجل خلق الأنثى زوج الذكر من ضلع -على ما سبق بيانه- وأفاد القول الثالث التكاثر والتناسل عن طريق النطف. والله تعالى أعلم. (٢) "تفسِير مقاتل" ٧٨ أ. وتفسير ابن جرير ٢١/ ٣١. (٣) ذكره السيوطي، عن الحسن، وعزاه لابن المنذر، وابن أبي حاتم. "الدر" ٦/ ٤٩٠.