(١) أخرجه مسلم ٤/ ٢٠٥٠، كتاب: القدر، رقم (٢٦٦١)، ولفظه: "إن الغلام الذي قتله الخضر طُبع كافرًا, ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا". وأخرجه الترمذي ٥/ ٢٩٢، كتاب "تفسير القرآن"، رقم (٣١٥٠). (٢) ذكره عن أبي الهيثم الأزهري، "تهذيب اللغة" ١٣/ ٣٢٦. وما ذهب إليه الواحدي واختاره أبو الهيثم في دفع الإشكال في الجمع بين الآية والحديث غير وجيه؛ والصواب أن لفظ الناس في قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} باقٍ على عمومه لم يدخله التخصيص، يشهد لذلك آية سورة الأعراف: ١٧٢ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ..} فلم يُستثن من الذرية أحد، وعليه فحديث: كل مولود يولد على الفطرة، يدل على أن المولود ولد على الفطرة سليمًا، وولد على أن هذه الفطرة السليمة يغيرها الأبوان كما قدَّر الله تعالى ذلك وكتبه، كما مثل النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بقوله في آخر الحديث: (كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) فبين أن البهيمة تولد سليمة ثم يُجدعها الناس؛ وذلك بقضاء الله وقدره فكذلك المولود يولد على الفطرة سليمًا ثم يفسده أبواه؛ وذلك أيضًا بقضاء الله وقدره "درء تعارض العقل والنقل" ٨/ ٣٦١. وأما حديث الغلام الذي قتله الخضر فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: "طبع يوم طبع كافرًا" معناه: طُبع في الكتاب أيَ قُدَّر وقُضي لا أنه كان كفره موجودًا قبل أن يولد فهو =