ويدل لذلك ما أخرجه ابن جرير ٢١/ ٤١، عن ابن عباس أنه سئل عن إخصاء البهائم فكرهه؛ وقال: {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} وعن عكرمة ومجاهد كذلك. قال شيخ الإسلام: "لا منافاة بينهما كما قال تعالى: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: ١١٩] فتغيير ما خلق الله عليه عباده من الدين تغيير لخلقه، والخِصاءُ وقطع الأُذن أيضًا تغيير لخلقه، ولهذا شبه النبي -صلى الله عليه وسلم-، أحدهما بالآخر في قوله: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تُنتج البهيمة بهيمةً جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء" فأولئك يغيرون الدين، وهؤلاء يغيرون الصورة بالجَدْع والخِصاء، هذا تغيير لما خُلقت عليه نفسه، وهذا تغيير ما خُلق عليه بدنه". (١) "معاني القرآن" ٢/ ٦٥٧. (٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٢٤، ولفظه: يريد: دينَ الله، منصوب على الفعل.