للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيئًا، أو يهبه فيستثيب أكثر منه. وسمي بهذا المدفوع على وجه اجتلاب الزيادة: ربًا، لَمَّا كان الغرض فيه الاستزادة على ما أَعطى، فسمي باسم الزيادة، لمكان الزيادة المقصودة في المكافأة، والربا هو: الزيادة، فبذلك سُمِّي المحرم ربًا، لزيادة ما يأخذ على ما دَفع (١).

وقوله: {لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} فاعل (يَرْبُوَا) الربا المذكور في قوله: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} وقُدِّر المضاف فحذفه، كأنه: في اجتلاب أموال الناس، أو اجتذابه، ونحو ذلك (٢).

وقرأ نافع: (لِتُربوا) بالتاء وضمها (٣)، أي: لتصيروا ذوي زيادة من


(١) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤٤٧، بتصرف. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٨٧، بمعناه، وهذا من الاستطراد لبيان معنى الآية, لأن الربا المحرم لا يدخل في هذه الآية، وليس هو المراد منها، بدليل ما نقله الواحدي عن السلف في ذلك، فلم يُنقل عنهم -والله أعلم- أن الربا المحرم معني بهذه الآية، إذ لو أريد ذلك لكان في القطع بتحريمه من خلال هذه الآية نظرة فالآية ليس فيها تحريمٌ، بل فيها إخبار عن فقد الأجر والثواب لمن فعل هذا الفعل، وهذا كما سبق في قول ابن عباس: ليس فيه أجر ولا وزر. والله أعلم.
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤٤٧، ولفظه: "وقدر المضاف وحذف كأنه: اجتلاب أموال الناس، واجتذابها، ونحو ذلك".
(٣) قرأ نافع: {لِتُربوْا} بضم التاء، ساكنة الواو، وقرأ الباقون: {لِيَربوَا} بالياء، مفتوحة الواو. "السبعة في القراءات" ص ٥٠٧، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤٤٧. و"إعراب القراءات السبع وعللها" ٢/ ١٩٦، و"النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣٤٤. وقد ضبط محقق كتاب "الحجة" قراءة نافع هكذا. {لِترْبُوَ} وقال بعدها: بالتاء ساكنة الواو. وهذا خطأ من وجهين؛ الأول: قراءة نافع بالتاء مضمومة، وليست مفتوحة كما ضبطها المحقق في ص ٤٤٨، الثاني: الواو في قراءة نافع: ساكنة، وليست مفتوحة، مع أن المحقق قد أحال في الحاشية على كتاب "السبعة".

<<  <  ج: ص:  >  >>