للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبحه، لأن الناقة والجارية تدلان على معنى التأنيث، فاجتزئ بلفظهما عن تأنيث الفعل (١). فأما الأسماء التي تقع للمذكرين (٢) لو سميت بها مؤنثا فلا، بد فيها من علم التأنيث، لأن الكلام للفائدة والقصد (٣) به الإبانة (٤)، فلو سميت امرأة بقاسم لم يجز أن تقول: جاءني قاسم، فلا يعلم أمذكرا عنيت أم مؤنثا، وليس إلى حذف هذه التاء -إذا كانت فارقة (٥) بين معنيين- سبيل، كما أنه إذا جرى ذكر رجلين لم يجز أن تقول: قد قام، إلا أن تقول: قاما (٦)، فعلامة التأنيث فيما فيه اللبس كعلامة التثنية (٧) هاهنا (٨).

وقوله تعالى: {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}. عَدْلُ (٩) الشيء وعِدْله: مثله (١٠)، قال الله تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: ٩٥]، أي: ما


(١) المشهور عند النحويين أن المؤنث الحقيقي الذي لم يفصل عن فعله بفاصل يجب تأنيث الفعل له. انظر: (شرح ابن عقيل) ٢/ ٨٨.
(٢) في "المعاني" للزجاج: (للمذكرين وأصحاب المؤنث فلا بد فيها من علم التأنيث ..) ١/ ١٠٠، وعبارة الواحدي أوضح.
(٣) في (ب): (القصيدة).
(٤) في (ج): (الاباله).
(٥) في (ج): (ذار قعين).
(٦) في (ب): (قد قاما).
(٧) في (ج): (التثنية والجمع ههنا).
(٨) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٠٠.
(٩) (عدل) ساقط من (ب).
(١٠) (العَدْل)، و (العِدْل) بمعنى المثل ومعناهما سواء، وقال الفراء: (العِدْل): المثل، (والعَدْل): ما عادل الشيء من غير جنسه.
انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٣٢٠، و"تفسير الطبري" ١/ ٢٦٩، "تهذيب اللغة" (عدل) ٣/ ٢٣٥٨، "ومعاني الزجاج" ٢/ ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>