للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة: كانت لنساء الجاهلية الأولى تكسر وتغنج فنهين هؤلاء عن ذلك (١). وهذا الذي ذكره معنى التبرج لا تفسيره. وتفسيره: إظهار الزينة، وكن يظهرن محاسنهن عند التبختر في مشيهن، ذلك فسر التبرج بالتبختر.

قوله: {تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} معناه تبرج (٢) أهل الجاهلية فحذف المضاف، واختلفوا في الجاهلية الأولى، متى كانت؟ فقال الحكم: هي ما بين آدم ونوح ثمانمائة سنة كانت نساؤهم قباحًا ورجالهم حسانًا، وكانت المرأة تتكلف في إظهار محاسنها للرجل (٣).

وروى عكرمة عن ابن عباس: الجاهلية الأولى فيما بين نوح وإدريس وكانت ألف سنة، وكان في ذلك الزمان بطنان من ولد آدم، أحدهما يسكن الجبل وكانت نساؤهم قباحًا ورجالهم صباحًا، والآخر كان يسكن السهل ونساؤهم صباحًا وكان في رجالهم ذمامة، فاتخذ إبليس شيئًا مثل الذي يزمر فيه الرعاء وجاء بصوت لم يسمع الناس مثله، فانتابوه واجتمعوا عليه، فرأى رجال الجبال نساء السهل وصباحتهن فتحولوا إليهن ونزلوا مع أهل السهل وتبرجت النساء للرجال الصباح من أهل الجبل وظهرت فيهم الفاحشة (٤).

وقال الكلبي: الجاهلية الأولى هي الزمان الذي ولد فيه إبراهيم -عليه السلام-، كانت المرأة من أهل ذلك الزمان تتخذ الدرع من اللؤلؤ فتلبسه ثم


(١) انظر: "تفسير الطبري" ٢٢/ ٤، "تفسير الماوردي" ٤/ ٣٣٩.
(٢) في (أ): (التبرج).
(٣) انظر: "الثعلبي" ٣/ ١٩٧/ أ، "تفسير الطبري" ٢٢/ ٤، "القرطبي" ١٤/ ١٧٩.
(٤) انظر: "تفسير الثعلبي" ٣/ ١٩٧ ب، "الطبري" ٢٢/ ٤، "السمرقندي" ٣/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>