للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوم، ذهب يومان، حتى لا يبقى شيء (١).

قال السدي (٢): يعمر الإنسان الستين والسبعين وينقص ما مضى من أيامه وذلك نقصان من عمره، وذلك كله {كِتَابٍ مُبِينٍ} هذا الذي ذكرنا قول الجمهور.

وقال ابن عباس في رواية عطاء: ما يزاد في عمر إنسان ولا ينقص من عمره (٣).

وعلى هذا المعمر: الطويل العمر، والذي ينقص من عمره غيره. وعلى القول الأول الذي ينقص من عمره هو المعمر الأول. واختار الفراء هذا القول الثاني فقال: (ولا ينقص من عمره، يريد [أخبر] (٤) غير الأول، وكنى عنه بالهاء كأنه الأول، ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفه، المعنى نصف آخر، وجاز أن يكنى عنه بالهاء؛ لأن اللفظ الثاني قد يظهر واللفظ الأول يكنى عنه كالكناية عن الأول، قال: وهذا أشبه بالصواب) (٥). وإنما اختار هذا؛ لأن القراءة المشهورة (ولا يَنقُص مِنْ


(١) انظر: "تفسير الثعلبي" ٣/ ٢٢٥ ب، "تفسير الماوردي" ٤/ ٤٦٥. وأورده السيوطي في "الدر" ٧/ ١١ وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير.
(٢) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" ١٠/ ٣١٧٥، وأورده الطبري ٢٢/ ١٢٣ عن ابن مالك.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" ٢٢/ ١٢٢، "زاد المسير" ٦/ ٤٨١.
(٤) هكذا في (أ)، وهي ساقطة في (ب)، وهو خطأ، والصواب: آخر، كما في "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٦٨.
(٥) انظر: "معاني القرآن" ٢/ ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>