للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة: كنتم تفتنوننا عن طاعة الله (١).

قال الفراء: (يقول: كنتم تأتوننا من قبل الدين، أي تخدعوننا بأقوى الوجوه، واليمين القدرة والقوة، قال الشماخ:

تلقاها عرابة باليمين (٢)

قال: يريد القدرة (٣) والقوة) (٤).

وقال أبو إسحاق: (أي كنتم تأتوننا من قبل الدين فتروننا أن الدين والحق ما تعلنوننا به) (٥).

فاليمين على ما ذكروا عبارة عن الحق والدين، غير أن قول أبي إسحاق غير قول الآخرين؛ لأن معنى قوله: كنتم تزينون لنا الدين الذي كنتم عليه وهو الكفر. ومعنى قول الآخرين: كنتم تمنعوننا بإضلالكم عن الدين الذي هو الحق.

وشرح ابن قتيبة قول المفسرين في هذه الآية فقال: (يقول المشركون لقرنائهم من الشياطين: إنكم كنتم تأتوننا عن أيماننا لأن إبليس قال: {ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} [الأعراف: ١٧]


(١) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ١٤٨، "الطبري" ٢٣/ ٤٩، وأورده السيوطي في "الدر" ٧/ ٨٦، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة.
(٢) هذا عجز بيت من الوافر وصدره:
إذا ما راية رفعت لمجد
للشماخ في "ديوانه" ص ٣٣٦، "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٨٥، "تهذيب اللغة" ٨/ ٢٢١ - ١٥/ ٥٢٣، "اللسان" ١٣/ ٤٦١.
(٣) في (أ): (القوة والقدرة).
(٤) "معاني القرآن" ٢/ ٣٨٤.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>