للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغرَّمته وأغرمته، وقد جاء منه شيء عدي بتضعيف العين دون الهمز وهو قولهم: لقيت خيرًا, ولقانيه زيد، ولا تقول: ألقانيه. ومن هذا قوله: {وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا} [الفرقان: ٧٥]. {فَوَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً} [الإنسان: ١١] فيجوز أن يكون نشأ من ذلك، عدي بالهمزة دون التضعيف؛ لأنا لم نعلم نشأ، كما جاء بلغ وأبلغ، ونجَّى وأنجى، وإذا كان كذلك كان الأوجلى: أو من ينشأ من الإنشاء، ومن قال (ينشأ) فهو في القياس مثل: فرَّح وأفرح، وغرَّم وأغرم، وإن عزَّ وجود ذلك في الاستعمال. هذا كرمه (١)، وهو كما قال، فإن أحدًا من أهل اللغة لم يحكِ نشأ، ولا حكاه الأزهري عن أحد في كتابه، غير أن الكسائي قال: نشى فهو منشأ ينشأ وينشيه، واختار أبو عبيد هذه القراءة، قال: ومعناه أن الله تعالى فعل ذلك بهن (٢).

قال المبرد: الفرق الذي ذكر أبو عبيد بين (ينشأ وينشا) ليس بشيء، لأنه إذا أنشئ نشأ، ولا ينشَّأ إلا أن ينشأ، وكذلك: إنك ميت، إنما هو ممات؛ لأنه لا يموت حتى يمات، وكذلك كل ما ينسب إلى العبد في خلقه (٣).

قوله تعالى: {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ} يعني المخاصمة {غَيْرُ مُبِينٍ} للحجة قاله الكلبي، وقال قتادة: قلما تتكلم امرأة بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها (٤)، وقال أبو إسحاق: إن الأنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تبين (٥)،


(١) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٦/ ١٤٠.
(٢) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ١٠٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٧١.
(٣) قولا الكسائي والمبرد لم أقف عليهما، وانظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٦٤٦.
(٤) انظر: "تفسير عبد الرازق" ٢/ ١٩٥، "الطبري" ١٣/ ٥٧، "البغوي" ٧/ ٢٠٩.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>