للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هَبَلَتْكَ أمُّكَ إنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمًا (١)

ولم تعمل (إن) عمل الفعل لما خففتها لزوال شبهها بالفعل من أجل التخفيف، وحكى سيبويه النصب بها مخففة، والقياس أن لا تعمل إذا خففت بذلك على دخولها على الفعل في نحو: {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} [الأنعام: ١٥٦] {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: ١٠٢]، وقرأ حمزة (لمَّا) بالتشديد، جعل (لما) في معنى: إلا، وحكى سيبويه: نشدتك باللهِ لَمَّا فَعَلْتَ يعني: إلا، ويقوي هذه [القراءتان في حرف] (٢) (وما ذلك إلا متاع الحياة الدنيا) وهذا يدل على أن (لما) بمعنى (إلا) وأنَّ (إنْ) بمعنى (ما) (٣).

وقال أبو الحسن: الوجه التخفيف, لأن (لما) في المعنى (إلا) لا يكاد يعرف ولا يكاد يُتكلم بها (٤)، وحُكي عن الكسائي أنه قال: لا أعرف وجه التثقيل (٥).


(١) البيت لعاتكة بنت زيد العدوية ابنة عم عمر بن الخطاب من قصيدة تخاطب بها عمرو ابن جرموز قاتل زوجها الزبير بن العوام في معركة الجمل وعجزه:
حلت عليك عقوبة المتعمد
انظر: "المحتسب" لابن جني ٢/ ٢٥٥، "الأضداد" لابن الأنباري ص١٩٠، "شرح ابن عقيل" لألفية ابن مالك ١/ ٣٣٥، لكن صدره: شلت يمينك.
(٢) كذا في الأصل، ولعل الصواب (القراءة أن في حرف أبي) انظر: "الحجة" ٦/ ١٤٩.
(٣) من بداية ذكر القراءة نقله المؤلف عن "الحجة" لأبي علي مع اختصار لبعض المواضع. انظر: "الحجة" ٦/ ١٤٩، وانظر: "الجنى الداني في حروف المعاني" ص ٥٩٤.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٨٨.
(٥) انظر: "الحجة" ٦/ ١٤٩، "تفسير ابن عطية" ١٤/ ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>