للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعيل من المهانة (١).

قوله تعالى: {وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} قال ابن عباس: لا يبين الكلام (٢)، وقال الكلبي: لا يكاد يبين حجته (٣)، وقال قتادة والسدي: آفة بلسانه (٤)، وقال الزجاج: يعني اللثغة (٥) التي كانت بلسان موسى (٦).

فإن قيل: أليس موسى سأل الله أن يذهب الرُّتَّةَ (٧) من لسانه بقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: ٢٧ - ٢٨] أعطاه ذلك بقوله: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: ٣٦] فكيف عابه فرعون باللثغة؟ والجواب عن هذا من وجهين: أحدهما: أن فرعون أراد: لا يكاد يبين حجته التي تدل على صدقه فيما يدعي، ولم يرد أنه لا يوضح ما يتكلم به، وهذا كذب من فرعون وعناد بعد ما رأى من الآية، هذا معنى قول مقاتل (٨).


(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤١٥.
(٢) لم أقف عليه.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ص ٤٩٣.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٨٢، "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٧، "الماوردي" ٥/ ٢٣٠.
(٥) قال الأزهري: أخبرني المنذري عن المبرد أنه قال: (اللثغة أن يُعدل بحرف إلى حرف) وقال الليث: الألثغ: الذي يتحول لسانه من السين إلى الثاء والمصدر: اللثغُ واللُّثْغَةُ، وقال أبو زيد: الألثغ: الذي لا يُتم رفع لسانه في الكلام وفيه ثقل. انظر: "تهذيب اللغة" (لثغ) ٨/ ٩٢.
(٦) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤١٥.
(٧) قال الليث: (الرُّتَّة: عجلة في الكلام. ورجل أرت). وقال ابن الأعرابي: رترت الرجل إذا تعتع في التاء وغيرها. انظر: "تهذيب اللغة" (رت) ١٤/ ٢٥٠، وقال ابن قتيبة عند قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} أي: رَتَّةً كانت في لسانه. انظر: "تفسير غريب القرآن" ص ٢٧٨.
(٨) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٧٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>