للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال المبرد: العطف على المنصوب حَسَن (١)، وإن تباعد المعطوف من المعطوف عليه؛ لأنه لا يجوز أن يفصل بين المنصوب وعامله والمجرور، يجوز ذلك فيه على قبح؛ لأنه لا يفصل بينه وبين عامله إلا في ضرورة، ومعنى النصب: أنا لا نسمع قيله، وهو معطوف على منصوب قد تباعد منه، وكان حسنًا في المنصوب، ولما كان معنى الجر: وعنده علم الساعة وعلم قيله، فتح لما وصفنا، وقرأ ناس من غير السبعة: وقيله يا رب، بالرفع.

وقال أبو إسحاق: الرفع على معنى: وقيله هذا القول قول يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون (٢).

قال أبو علي: الرفع يحتمل ضربين: أحدهما: أن يجعل الخبر، وقيله يا رب مسموع ومتقبل، فيا رب منصوب الموضع بقيله المذكورة، وعلى القول الآخر بقيل المضمر وهو من صلته، ولا يمتنع ذلك من حيث امتنع أن يحذف بعض الموصول، ويبقى بعضه, لأن حذف القول [قد كثر] (٣) حتى صار بمنزلة المذكور، وقد يحتمل بيت كعب الرفع على هذين الوجهين (٤)، والقيل مصدر كالقول، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نهى عن قيل وقال" (٥).


(١) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ١٢٣، "الدر المصون" ٦/ ١٠٩.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٢١، "الحجة" ٦/ ١٦٠.
(٣) كذا في الأصل وفي "الحجة" (قد أضمر).
(٤) انظر: "الحجة" لأبي علي ٦/ ١٦١.
(٥) أخرجه الجاري عن المغيرة: "إن الله كره لكم ثلاثاً .. " الحديث، كتاب الزكاة باب قول الله: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} ٢/ ١٣١، وفي الأدب باب عقوق =

<<  <  ج: ص:  >  >>