للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقومه، وليس من نعت البحر، إنما هو كما تقول للرجل: رفقًا، هذا كلامه، وليس بالسائغ في معنى الآية لأنه لم يقل أحد من المفسرين ولا من أهل المعاني أن الرهو من نعت موسى، وأيضًا فإن (اترك البحر) لا يدل على معنى اعبره وجاوزه واقطعه، ومعنى الآية ما ذكره مجاهد وقتادة ومقاتل (١). وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {رَهْوًا} قال: ساكنًا هو أي كهيئته بعد أن ضربه، يقول: لا تأمره يرجع، اتركه حتى يدخله آخرهم (٢).

وقال قتادة: لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم وخاف أن يتبع فرعون وجنوده فقيل له: (واترك البحر رهوًا) يقول: كما هو طريقاً يابساً (٣). وقال مقاتل: لما قطعوا البحر قالوا لموسى: اجعل لنا البحر كما كان، فإنا نخشى أن يقطعه فرعون في آثارنا، فأراد موسى أن يفعل ذلك، فقال الله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} قال: يعني: صفوفًا (٤)، فعلى قول مجاهد معناه: اتركه ذا وهو أي: ساكنًا كما هو، وعلى قول قتادة ومقاتل: الرهو بمعنى السكون، إنما الرهو الفرجة بين الشيئين.

قال الأصمعي: [مَرَّ فالج (٥) بأعرابي] (٦) فقال: سبحان الله رهو بين


(١) وهو أنهم قالوا يبساً، أخرج ذلك الطبري عن مجاهد وقتادة ١٣/ ١٢٢، وانظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٢١.
(٢) انظر: "تفسير مجاهد" ص ٥٩٨، و"تفسير الوسيط" عن مجاهد ٤/ ٨٨.
(٣) أخرج ذلك الطبري عن قتادة ١٣/ ١٢١.
(٤) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٨٢١ بلفظ: (يعني صفوفًا ويقال ساكناً) ولم أتوصل إلى معنى صفوفًا.
(٥) الفلج: الفحج في الساقين، والفلج في الثنيتين. "تهذيب اللغة" (فلج) ١١/ ٨٧.
(٦) كذا لفظها في الأصل وهو تصحيف، والصحيح (ومر بأعرابي فالج). انظر: "تهذيب اللغة" (رها) ٦/ ٤٠٥، وفي اللسان: نظر أعرابي إلى بعير فالج.

<<  <  ج: ص:  >  >>