للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قول الأخفش (١).

قال أبو علي: من نصب (سواء) جعل المحيا والممات بدلاً من الضمير المنصوب في "نجعلهم" فيصير التقدير: أن نجعل محياهم ومماتهم سواء، على أنه مفعول ثانٍ لنجعل، فيكون انتصاب (سواء) على القول حسنًا، قال: ويجوز أن نجعله حالاً، ويكون المفعول الثاني قوله: {كَالَّذِينَ آمَنُوا} وإذا كان كذلك أمكن أن يكون سواء منتصبًا على الحال، وعلى هذه القراءة الضمير في محياهم ومماتهم للقبيلتين المؤمنين والكافرين (٢).

ومعنى الآية: ما ذكره مجاهد عن ابن عباس قال: المؤمن مؤمن محياه مؤمن مماته، والكافر كافر محياه كافر مماته (٣). يعني أَحسِبوا أن حياتهم وموتهم كحياة المؤمنين وموتهم، كلا فإنهم يعيشون كافرين ويموتون كافرين، والمؤمنون يعيشون مؤمنين ثم يموتون مؤمنين، وقد مَيَّز الله بين الفريقين في مواضع من كتابه، فجعل حزب الإيمان في الجنة وحزب الكفر في السعير، هذا كله على القراءة بالنصب (٤)، وأما بالرفع فقال أبو إسحاق: الاختيار عند سيبويه والخليل وجميع البصريين الرفع لأن (سواء) في مذهب المصدر، تقول: ظننت زيدًا سواءً أبوه وأمه (٥)، قال أبو


(١) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٩٢.
(٢) انظر: "الحجة" لأبي علي بتصرف ٦/ ١٧٧.
(٣) أخرج ذلك الطبري عن مجاهد. انظر: "تفسيره" ١٤/ ١٣، و"تفسير مجاهد" ص ٦٠٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٦٦.
(٤) قرأ الكسائي وحمزة وحفص عن عاصم (سواءً) نصبًا، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم (سواءٌ محياهم) رفع.
انظر: "الحجة" ٦/ ١٧٥، و"حجة القراءات" لابن زنجلة ص ٦٦١.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٣٣، والكتاب لسيبويه ٢/ ٣٤، ولم أقف على اختيار الخليل، وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>