للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الصافات: ٤٦] وقد مر. قال ابن عباس: يريد لم تعصره الرجال (١).

قوله: {مِنْ عَسَلٍ} العسل هو المستحلى من لعاب النحل، والعرب تسمي ما يستحلى عسلاً كصمغ العُرْفُط (٢). وصقر الرطب (٣).

وأقرأني العروضي رحمه الله قال: أقرأني الأزهري قال: أخبرني عبد الملك (٤) عن الربيع عن الشافعي، أنه قال: عسل النحل هو المنفرد بالاسم دون ما سواه، والعرب تؤنث العسل وتذكره، وتأنيثه في شعر الشماخ، والعاسل الذي يشتار العسل ومنه قول لبيد:

وأرْي دُبُورٍ شارَه النحلَ عاسلُ (٥)


= خلقه الله ابتداء في الأنهار فهو بهيئته لم يتغير عما خلقه عليه. انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٤٩.
(١) قال الثعلبي في "تفسيره": أي لم تدسها الأرجل ولم تدنسها الأيدي. انظر: "تفسيره" ١٠/ ١٢٦ أ، ولم أقف على قول ابن عباس.
(٢) قال شمر: العُرْفُط: شجرة قصيرة متدانية الأغصان ذات شوك كثير، طولها في السماء كطول البعير باركًا, ولها وريقة صغيرة، تنبت بالجبال تَعْلقُها الإبل أي تأكل بفيها أعراض غِصَنَتِها.
أبو عبيد عن الأصمعي: العُرْفُط: شجرة من العضاة.
انظر: "تهذيب اللغة" (باب العين والطاء) ٣/ ٣٤٦.
(٣) قال الليث: والصَّقر: ما تَحلَّبَ من العنبِ والتمر من غير عصر. انظر: "تهذيب اللغة" (قصر) ٨/ ٣٦٤.
(٤) هو: عبد الملك بن محمد بن عدي أبو نعيم الجرجاني الأستراباذي سمع من الربيع ابن سليمان وغيره، وقال الخطيب: كان أحد الأئمة ومن الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتيقظ وورع. توفي سنة ٣٢٣ هـ انظر: "تاريخ بغداد" ١٠/ ٤٢٨، "طبقات الشافعية الكبرى" ٢/ ٢٤٢، "تذكرة الحفاظ" ٣/ ٨١٦.
(٥) عجز البيت في "تهذيب اللغة". (عسل) ٢/ ٩٤، "اللسان" (عسل) ١١/ ٤٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>