للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن كيسان: قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم (١)، وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء (٢)، والمعنى على هذا: ثق بنصرة الله لك، لا بنصرتهم وإن بايعوك (٣).

قوله تعالى: {فَمَنْ نَكَثَ} أي: نقض ما عقد من البيعة {فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} أي: يرجع ضرر ذلك النقض عليه، قال ابن عباس: وليس له الجنة (٤)، {وَمَنْ أَوْفَى} أي: ثبت على الوفاء، {بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} من البيعة {فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} يعني: الجنة، قال ابن عباس: والعِظَم لا يوصف (٥).


(١) ذكر ذلك الثعلبي في "تفسيره" ١٠/ ١٣٥ ب، والقرطبي ١٦/ ٢٦٨، و"الفخر الرازي" ٢٨/ ٧٨، والمؤلف في "الوسيط" ٤/ ١٣٦.
(٢) ذكر الثعلبي رواية ابن عباس بلفظ: يد الله بالوفاء بما وعدهم من الخير فوق أيديهم بالوفاء، انظر: "تفسير الثعلبي" ١٠/ ١٣٥ ب.
(٣) ذكر الإمام ابن جرير في "تفسيره" أقوال المؤولين في صفة اليد ورجح مذهب السلف وهو: أنها صفة من صفاته هي يد غير أنها ليست بجارحة كجوارح بني آدم، انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٣٠١، وقال البغوي عند تفسير آية المائدة: ويد الله صفة من صفات ذاته كالسمع والبصر والوجه، وقال جل ذكره: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كلتا يديه يمين" والله أعلم بصفاته، على العبد فيها الإيمان والتسليم. وقال أئمة السلف من أهل السنة في هذه الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف انظر: "تفسير البغوي" ٣/ ٧٦. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر وجوب الإيمان بصفة اليد وعدم تأويلها ونقل كلام المتقدمين من سلف الأمة قال: ويدل على إبطال التأويل أن الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها ولم يتعرضوا لتأويلها ولا صرفوها عن ظاهرها فلو كان التأويل سائغًا لكانوا أسبق إليه لما فيه من إزالة التشبيه ورفع الشبهة انظر: "مجموع الفتاوى" ٥/ ٩٠.
(٤) ذكر ذلك في "الوسيط" عن ابن عباس، انظر ٤/ ١٣٦.
(٥) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>