للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال وهب: كان موسى عليه السلام يقرع لهم أقرب (١) حجر من عرض الحجارة بعصاه، فينفجر عيونا لكل سبط عين (٢)، والألف واللام على هذا للجنس (٣).

وقوله تعالى: {فَانْفَجَرَتْ} معناه: فضرب فانفجرت، وعرف بقوله: {فَانْفَجَرَتْ} أنه قد ضرب، ومثله: {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} [الشعراء: ٦٣] قال الفراء: ومثله في الكلام: أمرتك بالتجارة فاكتسبت الأموال، والمعنى: فاتجرت فاكتسبت (٤).

ومعنى انفجرت: انشقت (٥)، والانفجار: الانشقاق، وأصل الفجر في اللغة: الشق، وفَجْرُ السِّكْر: بَثْقُه (٦). وسمي فجر النهار لانصداعه، أو (٧) لشقه ظلمة الليل، ويقال انفجر الصبح، إذا سال ضوؤه في سواد


(١) (أقرب) ساقط من (ج).
(٢) الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٧٦ ب، والبغوي ١/ ٧٧، وذكره الزمخشري عن الحسن، في "الكشاف" ١/ ٢٨٤، وفي "البحر" عن وهب والحسن ١/ ٢٢٧، وانظر "زاد المسير" ١/ ٧٨.
(٣) في (ب): (الجنس). ذكره الزمخشري، وقال. وهذا أظهر في "الحجة" وأبين في القدرة، "الكشاف" ١/ ٢٨٤، وانظر "البحر المحيط" ١/ ٢٢٧، "تفسير ابن كثير" ١/ ١٠٧.
(٤) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٠، وقوله: (معناه) إلخ من كلام الفراء. وانظر "تفسير الطبري" ١/ ٣٠٦، "زاد المسير" ١/ ٧٨، والبيان ١/ ٨٥.
(٥) وقيل: سالت، وقيل: هي بمعنى انبجست فهما بمعنى واحد، وقيل: الانشقاق أوسع من الانبجاس. انظر: "تفسير ابن عطية" ١/ ٣١٢، "القرطبي" ١/ ٣٥٨، و"تفسير النسفي" ١/ ١٣١، و"الخازن" ١/ ١٣١، "البحر المحيط" ١/ ٢٢٨.
(٦) في (ب، ج): (شقه). (السِّكْر): ما يُسد به النهر ونحوه، انظر: "اللسان" (سكر) ٤/ ٢٠٤٧ - ٢٥٤٩.
(٧) في (ب): (ولشقه) بالواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>