للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم جرت بين سُبكْتكين وملوك الهند حروب عظيمة، استولى على إثرها على أجزاء من بلادهم، وفرض عليهم الجزية، ولنفوذه وقوة سلطانه استعان به السامانيون عام (٣٨٤) للقضاء على بعض القواد الذين ثاروا عليهم بنيسابور وغيرها، فتمكن من إعادتها إليهم، ولأجل ذلك ولَّوه خراسان، وسموه: ناصر الدولة (١).

وفي عام (٣٨٧) توفي سُبُكْتكين، وخلفه ابن ضعيف التدبير، يقال له إسماعيل، وفي عام (٣٨٨) خرج عليه أخوه محمود (٢)، وهو أكبر منه، فدار بينهما قتال، حتى آل الأمر إليه. واستقر ملك الغزنويين لـ"محمود"، الذي تمكن أيضاً من سحق جيش السامانيين، واستولى على خراسان، واستقر ملكه بها، وأزال عنها اسم السامانية، وخطب للخليفة القادر بالله، ولقبه الخليفةُ "يمين الدولة وأمين الملة"، وخلع عليه خِلَع السلطنة (٣).


= أصله من سجستان، جاور خمس سنين ثم ورد نيسابور، أحدث مذهباً تبعه عليه عالم لا يحصون بنيسابور وهراة ونواحيها، ومذهبه هذا مشهور في التشبيهه والتجسيم. ينظر: "الملل والنحل" ١/ ١٠٨ و"الفرق بين الفرق" ص ١٣١.
(١) ينظر: "تاريخ العتبي" ١/ ٥٨ - ٨٩، و"الكامل" ٧/ ٨٥ - ٨٧.
(٢) هو السلطان المجاهد فاتح الهند، أبو القاسم محمود بن سبكتكين، ولد سنة ٣٦١، وتملك سنة ٣٨٨، وكان ديناً كثير الغزو، وفتوحه مشهورة، وكان مائلاً إلى السنة، إلا أنه كان كراميًّا، كما كان إلباً على الرافضة والإسماعيلية والجهمية والمعتزلة والمشبهة وعامة المبتدعة، وقتل منهم جماعة، ونفى آخرين، وأمر بلعنهم على المنابر. توفي سنة ٤٢١، بعد مرض. ينظر: "المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور" ص ٤٤٦، و"المنتظم" ٨/ ٥٢، و"الكامل" ٧/ ٢٤٦، و"سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٤٨٣ - ٤٩٥.
(٣) ينظر: "تاريخ العتبي" ١/ ٣١٧ و"الكامل" ٧/ ١٩٦ و"سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٤٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>