للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى بين اليدين هاهنا: المقدام والأمام، وذلك راجع إلى قدام الأمر والنهي, لأن المعنى: لا تقدموا قبل أمرهما ونهيهما، وبين اليدين عبارة عن الأمام, لأن ما بين يدي الإنسان أمامه، وهذا اللفظ بهذا المعنى كثير في التنزيل.

واختلفوا في سبب نزول هذه الآية، قال الكلبي والسدي والمقاتلان وعطاء الخراساني: نزلت [..] (١) قصة بئر معونة (٢) وقيل: للثلاثة الذين قتلوا الرجلين المسلمين اللذين اعتزيا إلى بني عامر، وكان بنو عامر قتلوا أصحاب بئر معونة، فلما اعتزى الرجلان إليهم قتلوهما وأخذوا ما كان معهما، فلامهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "بئسما صنعتما هما رجلان من بني سليم (٣) من أهل ميثاقي" ونزلت هذه الآية (٤) يقول: لا تقطعوا أمراً دون الله


(١) كذا في الأصل وقد سقط حرف (في).
(٢) بئر معونة: قال ابن إسحاق: (بئر معونة بين أرض بني عامر وحرة بني سليم، وقال: كلا البلدين منها قريب إلا أنها إلى حرة بني سليم أقرب، وقيل: بثر معونة بين جبال يقال لها: أبْلَى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي لبني سليم)، وقال الواقدي: (بئر معونة في اْرض بني سليم وأرض بني كلاب، وعندها كانت قصة الرجيع) والله أعلم، انظر: "معجم البلدان" ١/ ٣٠٢.
(٣) بنو سليم: بضم السين- قبيلة عظيمة من قيس عيلان والنسبة إليهم سلمى، وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس، قال الحمداني: وهم أكثر قبائل قيس، وكان لسليم من الولد بهتة ومنه جميع أولاده، قال في العبر: وكانت منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر، قال: وليس لهم الآن عدد ولا بقية في بلادهم. انظر: "نهاية الأرب" ص ٢٧١.
(٤) أورد ذلك الثعلبي في "تفسيره" ١٠/ ١٥٧ أونسبه للسدي وعطاء الخراساني, وانظر: "تفسير مقاتل" ٤/ ٨٧، "تفسير الماوردي" ٥/ ٣٢٦ ونسبه للضحاك عن ابن عباس، "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ٣٠١، "تفسير الألوسي" ٢٦/ ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>