للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعشرة اسم موضوع (١) لهذا العدد المخصوص، وانتصابها في هذه الآية يجعلها مع اثنتي اسما واحدا، فلما جعلا اسما واحدا، منعا الإعراب والتنوين (٢).

قال أبو إسحاق: وذلك أن معنى قولك: اثنتا عشرة: اثنتان وعشرة، فلما حذفت الواو، وهي مرادة، تضمن الاسمان معنى الواو، وكل اسم تضمن معنى حرف بني كما تبنى (٣) الحروف، ولم يك أحدهما بالبناء أولى من الآخر، إذ كانت الواو تدخل ما بعدها في حكم ما قبلها، فصار تعلق الاسمين بالواو تعلقا واحدا، فاستحقا البناء، ووجب أن يبنيا على حركة،


= "المخصص" ١٧/ ١٠٢، "اللسان" ٥/ ٢٩٥٢. قال ابن عطية عن لغة الفتح: وهي لغة ضعيفة ١/ ٣١٣، وانظر: "الكشاف" ١/ ٢٨٤. و"الإملاء" ١/ ٣٩، وقد مر كلام الليث قريبًا.
(١) في (ج): (موضوع).
(٢) ظاهر كلام الواحدي أن (اثنتى) مبني. قال أبو حيان: وفي محفوظي أن ابن درستويه ذهب إلى أن (اثنا) و (اثنتا) مع عشر مبنى، ولم يجعل الانقلاب دليل الإعراب. "البحر" ١/ ٢٢٩. وما ذهب إليه الواحدي وابن درستويه مخالف لقول جمهور العلماء حيث قالوا: إن (اثنتي عشر) معرب من بين سائر الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، وأما (عشر) فهي مبنية، واختلفوا في علة بنائها. انظر "المسائل الحلبيات" لأبي علي ص ٣٠٨ - ٣٢٣، "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري ص٦٣١، "المخصص" ١٤/ ٩١، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٨٠، انظر "تفسير ابن عطية" ١/ ٣١٢. قال الصبان في "حاشية الأشموني": وما ذكروه من إعراب صدر اثني عشر واثنتي عشرة هو الصحيح. والقول ببنائه مردود باختلافه باختلاف العوامل، وذلك علامة إعرابه. انظر: "حاشية الصبان على الأشموني" ٤/ ٦٨، ٦٩.
(٣) في (ج): (يبني).

<<  <  ج: ص:  >  >>