للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الفراء وأبو روق: كان في ذلك الحجر اثنتا عشرة حفرة، [فكانوا إذا نزلوا وضعوا الحجر وجاء كل سبط إلى حفرته] (١) فحفروا الجداول إلى أهلها، فذلك قوله: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} (٢).

وقوله تعالى: {كُلُوا} أي وقلنا لهم: {كُلُوا} من المن والسلوى. {وَاشْرَبُوا} من الماء فهذا كله من رزق الله الذي يأتيكم بلا مشقة ولا مؤونة (٣). {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ} (٤) القراء كلهم قرؤوه بفتح الثاء من عَثِيَ يَعْثَى عُثُوًّا، وهو أشد الفساد. وفيه لغتان أخريان: عَثَا يَعْثُو مثل سما يسمو، قال ذلك الأخفش وغيره (٥). وَعَاث يَعِيثُ، ولو قرئ بهذا (٦) لقيل (٧): ولا تَعِيثُوا، قال ذلك ابن الأنباري.

وقال الفراء في كتاب "المصادر": قوله تعالى: {وَلَا تَعْثَوْا} مصدره


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٢) انظر كلام الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤١، وكلام أبي روق فىِ "تفسير الثعلبي" ١/ ٧٦ أ، وانظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٠٧.
(٣) الثعلبي١/ ٧٧ أ، وانظر "تفسير الطبري" ١/ ٣٠٨، و"تفسير أبي الليث" ١/ ٣٦٧، انظر "تفسير ابن عطية" ١/ ٣١٣.
(٤) في (ب): {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.
(٥) الكلام بنصه في "تهذيب اللغة" (عثا) ٣/ ٢٣٢٥، وانظر "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٢٧٢، والطبري ١/ ٣٠٨، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١١٣، "تفسير الثعلبي" ١/ ٧٧ أ.
(٦) أي على لغة (عاث يعيث). وفي "تهذيب اللغة" (.. وفيه لغتان أخريان لم يقرأ بواحدة منهما، عثا يعثو، مثل: سما يسمو، قال ذلك الأخفش وغيره، ولو جازت القراءة بهذه اللغة لقرئ (ولا تَعْثُوا) ولكن القراءة سنة، ولا يقرأ إلا بما قرأ به القراء. واللغة الثالثة عَاثَ يَعِيث) "تهذيب اللغة" (عثا) ٣/ ٢٣٢٥، وانظر "تفسير الطبري" ١/ ٣٠٨.
(٧) في (ج): (القيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>