للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والتنكير والجزاء والاستفهام. تقول: هذا غلام زيد، وصاحب القاضي. فيتعرف الاسم بالإضافة إلى المعرفة، وتقول: غلام (١) مَنْ تضرب؟ فيكون استفهامًا كما تقول: صاحب مَنْ تضرب؟ فيكون جزاءً، فمن بني هذه المبهمة إذا أضافها إلى مبني جعل البناء أحد ما تكتسبه من المضاف إليه , ولا يجوز على هذا: جاءني صاحب خمسة عشر، ولا غلام هذا؛ لأن هذين من الأسماء غير المبهمة، والمبهمة في إبهامها (٢) وبعدها من الاختصاص (٣) كالحروف التي تدل على أمور مبهمة، فلما أضيفت إلى المبنية جاز ذلك فيها. ثم ذكر قولين آخرين في نصب {مِثْلِ مَا}: أحدهما: أن تجعل (ما) مع مثل بمنزلة شيء واحد بنيته على الفتح، وإن كانت ما زائدة، وهذا قول أبي عثمان وأنشد في ذلك:

وَتَدَاعَى مَنْخِرَاهُ بِدَمٍ ... مِثْلَ ما أثْمَرَ حُمَّاضُ الجَبَلْ (٤)

فذهب إلى أن (مثل ما) بمنزلة شيء واحد، ويدل على جواز بناء مثل مع (ما) وكونه معه بمنزله شيء واحد قول حميد بن ثور:

ووَيَحْا لِمنْ لم يَدْرِ ما هُنَّ وْيحَمَا (٥)


(١) (ك): (علا).
(٢) (ك): (أيامها).
(٣) (ك): (الاختصان).
(٤) البيت للنابغة الجعدي، والحمَّاض بقلة برية تنبت أيام الربيع في مسايل الماء ولها ثمرة حمراء. انظر: "ديوانه" ص ٨٧، "أمالي" ابن الشجري ٢/ ٦٠٤, "شرح المفصل" لابن يعيش ٨/ ١٣٥، "اللسان" ١/ ٧١٩ (حمض)، "رصف المباني" ٣٧٩.
(٥) صدر البيت:
ألاَ هَيَّمًا مِمَّا لَقِيْتُ وَهَيَّمَا
وانظر: "ديوانه" ص ٦، "اللسان" ٣/ ٩٩٦، (ويح) "الخصائص" ٢/ ١٨١, ونسبه لحميد بن الأرقط "ديوان ابن الأرقط" ص ٧: "الحجة" ٦/ ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>