للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} اختلفوا في أن هذا الإيمان من المؤمنين الذين ذكروا في قوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا} أم من الذرية؟ فقال قتادة: بإيمان من الذرية (١)، والمعنى: واتبعتهم ذريتهم في الإيمان؛ لأن الذرية إذا لم تتبع الأصل بالإيمان لم تجتمع معه في الجنة. وعلى هذا المراد بالذرية الكبار. ويجوز أن يكون المراد بالإيمان إيمان الذين آمنوا (٢).

والمعنى: وأتبعهم بإيمان من الآباء ذريتهم، والذرية تتبع الآباء وإن كانت صغارًا في كثير من أحكام الإيمان وهو الميراث، والدفن في مقابر المسلمين، وحكمهم حكم الآباء في أحكامهم، إلا فيما كان موضوعًا عن الصغير لصغره. وعلى هذا القول، المراد بالذرية: الصغار.

قال أبو علي: فإن جعلت الذرية للكبار (٣) كان قوله: {بِإِيمَانٍ} حالاً من الفاعلين الذين هم ذريتهم (٤). وكلا القولين مروي عن ابن عباس (٥). والوجه أن تحمل الذرية على ما بينَّا. وعلى هذه الجملة يدل كلام


= لا أظن صحته). وقال الشوكاني: وقيل المراد بالذين آمنوا المهاجرون والأنصار فقط، وظاهر الآية العموم، ولا يوجب تخصيصها بالمهاجرين والأنصار، كونهم السبب في نزولها إن صح ذلك، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. انظر: "فتح القدير" ٥/ ٩٨.
(١) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٤٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٦٦.
(٢) وهو المروي عن ابن عباس، والضحاك.
انظر: "جامع البيان" ١٧/ ١٥، "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٩.
(٣) في (ك): (فإذا حملت الذرية الكبار) والصواب ما أثبته.
(٤) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢٥٥.
(٥) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ١٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>