للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في: (ألتناهم) وهو الأشهر الأعرف.

وقرأ ابن كثير بكسر اللام (١). ويشبه أن يكون ذلك لغة، فقد جاءت حروف على فَعِلَ وفَعَلَ، مثل: نَقِمَ يَنْقَمُ، ونَقَم يَنْقِم.

وقد رويت هذه القراءة عن يحيى بن يعمر، ومكانه مكانه (٢).

قال ابن عباس: لم تنقص الآباء من الثواب حين ألحقنا بهم ذرياتهم (٣). وهذه الآية رد ظاهر على القدرية حين أنكروا أن يعطي الله تعالى ذكره مؤمنًا من فضله ما لا يستحقه بعمله. وتم الكلام عند قوله: {مِنْ شَيْءٍ} (٤)، ثم ابتدأ: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} قال ابن عباس: ارتهن أهل جهنم بأعمالهم (٥). أي أخذوا وحبسوا في جهنم، ولكن الكلام في نفس الآية يدل على ما ذكر؛ لأن الله وصف منازل أهل الجنة، ثم ذكر أهل النار وأنهم ارتهنوا بعملهم، فدل معنى الكلام على أنهم معذبون، فإن أهل الجنة في نعيمهم.

وقال مقاتل: كل امرئ كافر بما عمل من الشرك مرتهن في النار (٦). ويدل على صحة ما ذكر ما قال الكلبي، وهو أن الله تعالى استثنى المؤمنين في قوله: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ} (٧) فدل على أن


(١) انظر: "حجة القراءات السبع" ص ٦٢، "النشر" ٢/ ٣٧٧، "الإتحاف" ص ٤٠٠.
(٢) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢٢٦.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٨٤، "جامع البيان" ٢٧/ ١٧، "الوسيط" ٤/ ١٨٧.
(٤) انظر: "القطع والائتناف" ص ٦٦ قال: وهو قول أبي حاتم.
(٥) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٦٨.
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" ١٢٨ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٢٣٩.
(٧) آية (٣٨، ٣٩) من سورة المدثر. ولم أجد القول عن الكلبي أو غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>