للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا:

طَلَعَ النجْمُ عشيا ... ابتَغَى الراعي شُكَيَّا

يعني الثريا. ومنه قول الراعي يصف قدرًا كثيرة الدسم:

فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ في مُسْتَحِيرَةٍ ... سَرِيعٍ بأَيْدِي الآكِلِينَ جُمُوُدُهَا (١)

يريد: تعد أنجم الثريا.

قال ابن دريد: وهي سبعة أنجم ستة منها ظاهرة، وواحد منها خفي، يمتحن الناس به أبصارهم (٢).

وقوله: فباتت تعد النجم، يدل على أن هذا كان في وسط الشتاء حين تحلق الثريا في وسط السماء، وذلك في ليالي الشتاء؛ لأنها لو كانت في أفق لم يكن عدها في القِدْر.

وقال في رواية عكرمة: يعني الرجوم من النجوم، وهي ما يرمى به الشياطين عند استراق السمع (٣).

وهذا القول ظاهر ونحن نشاهد هوي النجم إذا رمى به.

وهذا قول الحسن (٤). وقال أبو حمزة الثمالي: يعني النجوم إذا


= وفي "الأضداد" للأصمعي ٣٠:
إذا الثريا طلعت عثسيه ... فبع لراعي غنم كسيه
(١) انظر: "ديوان الراعي" ص ١٩٤، و"الحماسة" لأبي تمام ٢/ ٢٠٧، و"مجاز القرآن" ٢/ ٢٣٥، و"اللسان" ٣/ ٥٩٠ (نجم). والمستحيرة: هي المتحيرة في امتلائها، أي في مرقها. "اللسان" ١/ ٧٦٧ (حير).
(٢) انظر: "اللسان" ٣/ ٥٨٩ (نجم)، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٨٢.
(٣) انظر: "الوسيط" ٤/ ١٩٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٤٤.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>