للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام، وازداد حاله علواً، وأقام بنواحي "جَنْد"، وأدام غزو الكفار، ثم خلفه ابنه ميكائيل، الذي استشهد في بعض بلاد الكفار، وخلف ثلاثة من الولد، فأطاعهم عشائرهم، وهم الذين قامت على أيديهم الدولة (١)، أشهرهم: "طغرلبك محمد" (٢)، وهو الذي هزم جيش الدولة الغزنوية سنة (٤٣١)، وسار طغرلبك إلى نيسابور فدخلها، واستولى السلاجقة حينئذٍ على بلاد خراسان، وأخذوها من الغزنويين، ثم واصلوا زحفهم حتى أستولوا على أكثر بلاد فارس، وطردوا عنها بني بويه، وعندما استنجد الخليفة القائم بأمر الله بطغرلبك -كما تقدم- سار إليه ودخل بغداد سنة (٤٤٧)، وأزال دولة بني بويه، وحوى نفوذ السلاجقة بغداد والعراق أيضاً (٣).

وفي سنة (٤٥٥) توفي طغرلبك، وخلفه ابن أخيه: ألب أرسلان (٤)،


(١) ينظر: "الكامل" لابن الأثير ٨/ ٢١، و"البداية والنهاية" ١٢/ ٤٨، و"تاريخ الإسلام السياسي" ٤/ ١ - ٢.
(٢) هو السلطان ركن الدولة أبو طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني السلجوقي، وطغْرلْبك: اسم علم تركي مركب من: (طغرل) وهو اسم بلغة الترك لطائر معروف عندهم و (بك) معناه الأمير، أول الملوك السلجوقية، وكان كريماً محافظاً على الصلوات، وفيه عدل مشوب بقسوة توفي سنة ٤٥٥. ينظر: "المنتظم" ٨/ ٢٣٣ و"فيات الأعيان" ٥/ ٦٣ و"سير أعلام النبلاء" ١٨/ ١٠١.
(٣) ينظر: "الكامل" ٨/ ٢١ - ٢٦ و"البداية والنهاية" ١٢/ ٤٨ و"السلوك لمعرفة دول الملوك" للمقريزي ١/ ٣٠ - ٤١.
(٤) هو عضد الدولة، الملقب بسلطان العالم، أبو شجاع محمد بن جغريبك داود بن ميكائيل بن سلجوق، ملك بعد عمه، كان في آخر دولته من أعدل الناس، وأحسنهم سيرة، وأرغبهم في الجهاد ونصر الدين، وكان كريماً رحيماً توفي مقتولاً سنة ٤٦٥. ينظر: "المنتظم" ٨/ ٢٧٦، "الكامل" ٨/ ١١٢ و"العبر" ٢/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>