للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: أن اللمم ما سلف في الجاهلية من الذنوب، وذلك أن المشركين قالوا للمسلمين، إنما كنتم بالأمس تعملون معنا ما نعمل، فأنزل اقه هذه الآية، وهو (١) قول زيد بن ثابت، وزيد بن أسلم، ورواية عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: {إِلَّا اللَّمَمَ} إلا ما قد سلف في الجاهلية (٢)، واللمم على هذا القول ما ألموا به من الذنوب والفواحش في الجاهلية.

القول الثاني: هو قول عبد الله بن عمرو قال: اللمم ما دون الشرك (٣)، وعلى هذا القول: الكبائر والفواحش موجبات الشرك.

والناس على القولين الأولين، واختار أبو إسحاق الثاني منهما، قال: اللمم هو أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية ولم يصر ولم يُقم على ذلك، والإلمام في اللغة يوجب أنك تأتي الشيء في الوقت ولا تقيم عليه. فهذا معنى اللمم في هذا الموضع (٤) يدل عليه قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} قال ابن عباس: لمن فعل ذلك وتاب (٥)، وتم الكلام هاهنا (٦).

ثم قال قوله: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} قال ابن عباس:


(١) (ك): (على) والصواب ما أثبته.
(٢) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٣٨، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٢ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٢.
(٣) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٤٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٠٨.
(٤) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٧٥.
(٥) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٢٩٨، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٣.
(٦) انظر: "القطع والائتناف" ص ٦٩٢ قال: والتمام عند يعقوب وجماعة معه بعد قوله: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}، و"المكتفى في الوقف والابتداء" ص ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>