للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى القيام هاهنا أنهم أمروا أن يطيعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أمرهم بالقيام من المجلس ولا يكرهوا ذلك، ووعدهم على هذه الطاعة رفع الدرجات فقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} قال ابن عباس: يني المهاجرين والأنصار (١).

وقال مقاتل: الذين أوتوا العلم، يعني الذين قرأوا القرآن يرفع الله لهم درجات في الجنة على سواهم ممن لم يقرأ القرآن، قال: وإذا انتهى المؤمنون إلى باب الجنة، يقال للمؤمن الذي ليس بعالم: ادخل الجنة، ويقال للعالم: أقم على باب الجنة، فيشفع للناس، هذا الذي ذكرنا في هذه الآية معنى قول قتادة، والكلبي، والمقاتلين (٢).

وقال عطاء: هذه الآية نزلت في مجالس الحرب ومقاعد القتال، وذلك أن الناس كانوا يقعدون صفوفًا في القتال فربما قعد الرجل في موضع ليس هو بأهل، ويكون من هو أشجع منه وأنجد خلفه ويستحي رسول الله


= حمزة، والكسائي، والوراق عن خلف، والمطوعي، وابن مقسم، والقطيعي عن إدريس (يعكفون) بكسر الكاف، وقرأ الباقون بضمها. وفي قوله تعالى: {وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [الأعراف: ١٣٧].
وفي قوله تعالى: {أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل: ٦٨] قرأ ابن عامر، وأبو بكر (يعرُشون) بضم الراء فيهما. وقرأ الباقون بكسرها فيهما. انظر: "حجة القراءات" ص ٢٩٤، ٣٩٢، و"النشر" ٢/ ٢٧١، و"الإتحاف" ص ٢٢٩.
(١) لم أجده عن ابن عباس، ولا عن غيره، ودخول المهاجرين والأنصار في هذه الآية أولى من غيرهم -رضوان الله عليهم-.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ١٤٥ ب، ١٤٦ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٠٩، و"الجامع" ١٧/ ٢٩٩ - ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>