للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا إن خير الناس بعد نبيه ... مهيمنه التاليه في العرف والنكر

قال معناه: القائم على الناس بعده (١). وقال ابن كيسان في المهيمن: الله أعلم بتأويله (٢).

قوله تعالى: {الْجَبَّارُ} له معان في صفة الله تعالى، قال ابن عباس: هو العظيم، وجبروت الله عظمته (٣)، وعلى هذا القول: الجبار الملك. والجبابرة الملوك ومنه الحديث "جلد الكافر في النار كثافته أربعون ذراعًا بذراع الجبار"، وهذا كما يقال: كذا ذراعًا بذراع الملك، والجبر في كلام العرب الملك ومنه قول الشاعر:

وانعم صباحًا أيها الجبر (٤)

أراد: أيها الملك. والعرب تسمي الجوزاء الجبار، تشبيهًا لها بالملك, لأنها في صورة رجل على كرسي وعليه تاج، ويجوز أن يكون الجبار في صفة الله تعالى من جبر إذا أغنى الفقير، وأصلح الكسير.

قال الأزهري: وهو لعمري جابر (٥) كسير وفقير، وهو جابر دينه


(١) انظر: "تهذيب اللغة" ٦/ ٣٣٤، و"اللسان" ٣/ ٨٣٣ (همن)، و"التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٩٣.
(٢) انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٢٧.
(٣) انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٠٣ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٢٢٧، و"التفسير الكبير" ٢٩/ ٢٩٤.
(٤) وصدره:
أسْلَمْ براووُقٍ حُييتَ به
والبيت لعمرو بن أحمر، وقد ورد منسوبًا في "الخصائص" ٢/ ٢١، "المحتسب" ١/ ٩٧، و"تهذيب اللغة" ١١/ ٥٩، و"اللسان" ١/ ٣٩٥ (جبر).
(٥) (ك): (على).

<<  <  ج: ص:  >  >>