للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتأويل (١)] {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} اعملوا بما أمرتم فيه وانتهوا عما نهيتم عنه.

وقوله: {بِقُوَّةٍ} قال ابن عباس والحسن وقتادة: بجد ومواظبة على طاعة الله واجتهاد (٢)، وتأويله: خذوا ما آتيناكم بعزيمة على طاعة الله واتباع رسله.

وقال الزجاج: أي بقوة قلب ويقين ينتفي عنده الريب (٣) والشك، لما كان (٤) لكم من عظيم الآيات، وأصل القوة: الشدة، ومنه قوة الحبل، لأنها تقوي الحبل وتشد فتله (٥).

وقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} الكناية تعود إلى ما في قوله: {مَا آتَيْنَاكُمْ} (٦). والمعنى: احفظوا ما في التوراة من الحلال والحرام، واعملوا بما فيه (٧)، وقيل: اذكروا ما فيه من الثواب والعقاب لعلكم تتقون (٨)، ويجوز أن ترجع الكناية إلى الميثاق، ويكون المعنى على حذف


(١) من قوله (وقوله: خذو ..) إلى هنا ساقط من (ب).
(٢) ذكر الطبري في "تفسيره" نحوه عن مجاهد، وأبي العالية، وقتادة، وابن زيد ١/ ٣٢٦، وكذا عند "ابن أبي حاتم" ١/ ٣٩٨، وذكره الماوردي عن ابن عباس، وقتادة والسدي "تفسير الماوردي" ١/ ٣٥٤، وكذا القرطبي في "تفسيره" ١/ ٣٧٢، وانظر: "تفسير أبي الليث" ١/ ٣٧٧، "تفسير الثعلبي" ١/ ٨٠ ب.
(٣) في (ب): (الرتب).
(٤) في "معاني القرآن" (بان) ١/ ١٢٠.
(٥) في "تهذيب اللغة": (القوة) الخُصْلة الواحدة من قوى الحبل، وقيل: هي الطاقة الواحدة من طاقات الحبل. (قوى) ٣/ ٣٠٧٠.
(٦) انظر: "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٣٢، "البحر المحيط" ١/ ٢٤٤، "الدر المصون" ١/ ٤٠٩.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٢٦، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٢٠، "تفسير الثعلبي" ١/ ٨٠ ب.
(٨) انظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٢٦، و"تفسير أبي الليث"١/ ٣٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>