للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٢٧) قَالَ أَوْسَطُهُمْ} هو يعني أعدلهم في قول جميع المفسرين. قال ابن عباس: هو كقوله: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ} [المائدة: ٨٩]، وكقوله: {أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: ١٤٣]. {لَوْلَا تُسَبِّحُونَ} قالوا: هلا تستثنون فتقولون: إن شاء الله. وهو قول ابن عباس (١) ومقاتل والكلبي ومجاهد (٢).

قال أبو إسحاق: ومعنى التسبيح هاهنا الاستثناء، وهو أن يقولوا: إن شاء الله. فإن قيل: التسبيح أن تقول: سبحان الله. والجواب في ذلك أن كل ما عظمت الله به فهو تسبيح , لأن التسبيح تنزيه الله عن السوء، والاستثناء تعظيم الله والإقرار بأنه لا يقدر أحد أن يفعل فعلًا إلا بمشيئة الله عز وجل (٣).

وقال أبو صالح: كان استثناؤهم سبحان الله (٤). وإنما أنكر أوسطهم عليهم ترك الاستثناء (٥) في قوله: {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} فحلفوا على صرام جنتهم من غير استثناء فلم يصرموا فأنكر عليهم الأوسط ترك الاستثناء في اليمين (٦).

{قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا} نزهوه عن أن يكون ظالمًا فيما صنع، وأقروا على أنفسهم بالظلم، فقالوا: {إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} بمعصيتنا ومنعنا المساكين.


(١) (س): (ابن عباس) و (الكلبي) زيادة.
(٢) انظر: "تنوير المقباس" ٦/ ١٢٢، و"تفسير مقاتل" ١٦٣/ ب، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٨، ونسبه لابن جريج والجمهور.
(٣) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٢٠٩.
(٤) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ١٦٨/ ب، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٨، و"البحر المحيط" ٨/ ٣١٣.
(٥) (ك)، (س): (الاستتاء عليهم في ذكر الله عنهم). وانظر: "الوسيط" ٤/ ٣٣٨.
(٦) انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢، و"التفسير الكبير" ٣٠/ ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>