للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الهذلي:

وكنت إذا جاري دعا لمضوفةٍ ... أشمر حتى ينصف الساق مئزري (١)

وأنشد أيضًا فقال (٢):

في سنةٍ قدكشفت عن ساقها ... حمراء تبرى اللحم عن عراقها

وزاد غيره بيانًا فقال: تأويل الآية: يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يكشف عن ساق. وقد كثر هذا في كلام العرب حتى صار كالمثل في شدة الأمر (٣).


= وقوله: (طلاع أنجد) أي: أنه يعلو الأمور فيقهرها بمعرفته وتجاربه. والأنجد: جمع النجد، وهو الطريق في الجبل وكذلك الثية. "اللسان" ٢/ ٦٠٥ (طلع)، و"القاموس المحيط" (كمش، طلع).
(١) انظر: "ديوان الهذليين" ٣/ ٩٢، و"المحتسب" ١/ ٢١٤، و"الخزانة" ٧/ ٤١٧، و"اللسان" ٢/ ٥٦١ (ضيف).
(٢) ورد في البيت غير منسوب في "تفسير غريب القرآن" (٤٨١)، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٤٨، و"البحر المحيط" ٨/ ٣١٦، و"الدر المصون" ١/ ٤١٧.
(٣) قال ابن القيم -رحمه الله-: والصحابة متنازعون في تفسير الآية، هل المراد الكشف عن الشدة، أو المراد بها أن الرب تعالى يكشف عن ساقه ولا يحفظ عن الصحابة والتابعين نزاع فيما يذكر من الصفات أم لا في غير هذا الموضع، وليس في ظاهر القرآن ما يدل على أن ذلك صفة الله؛ لأنه سبحانه لم يضف الساق إليه، وإنما ذكره مجرداً عن الإضافة منكرًا، والذين أثبتوا ذلك صفة كاليدين والإصبع لم يأخذوا ذلك من ظاهر القرآن، وإنما أثبتوه بحديث أبي سعيد الخدري المتفق على صحته. وهو حديث الشفاعة الطويل وفيه: فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجدًا: ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} مطابق لقوله -صلى الله عليه وسلم- ... نكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال: يكشف عن ساق عظيمة جلت عظمتها وتعالى شأنها .... وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه، فإن لغة القوم في مثل =

<<  <  ج: ص:  >  >>