للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محذوف، لأن الدِّين (١) ليس بعين.

وقول موسى: {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} في جواب: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} يدل على أن الهازئ جاهل (٢)، ومعنى {أَعُوذُ بِاللَّهِ} أي: أمتنع به وألجأ إليه، ومصدره العَوْذ والعِياذ (٣). وتقول العرب: أطيب اللحم عُوَّذه، أي الذي عاذ بالعظم، وناقة عائذ: يعوذ بها ولدها، وجعلت عائذًا وهي معوذ بها، وجمعها عُوذ، وهي الحديثات النتاج، وذلك أن الولد يعوذ بها إذا (٤) كان حديثا، فإذا شبّ الولد لم يعذ بالأم، فلهذا يفسر العُوذ بالحديثات النتاج (٥) والأصل ما ذكرنا، ومنه قول لبيد:

فالِعينُ سَاكِنَةٌ على أَطْلائِهَا (٦) ... عُوذًا تأَجَّلُ بِالغَضَاءِ بِهَامُهَا (٧)

وقوله تعالى: {مِنَ الْجَاهِلِينَ} الجهل نقيض العلم، ويقال: استجهلت الريحُ الغصنَ إذا حركته فاضطرب، والمجهلة: الأمر يحملك


(١) في (ب)، (ج): (الذين) تصحيف.
(٢) انتهى من "الحجة" ٢/ ١٠٤، ١٠٥.
(٣) انظر: "مقاييس اللغة" (عوذ) ٤/ ١٨٤، "اللسان" (عوذ) ٥/ ٣١٦٢.
(٤) في (أ)، (ج): (إذ)، وأثبت ما في: (ب)، لأنه أنسب للسياق.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" (عاذ) ٣/ ٢٢٧٣، "الصحاح" (عوذ) ٢/ ٥٦٧، "اللسان" (عوذ) ٥/ ٣٧٦٣.
(٦) في (ب): (أطلابها).
(٧) قوله: (العين): البقر، لكبر عيونها، و (أطلائها): أولادها، والمفرد: طلا و (عوذا): حديثات النتاج، و (تَأجَّل): تسير أو تتجمع إجْلاً إجْلاً، أي قطيعا. و (البِهَام): أولاد الضأن، واستعاره لبقر الوحش. "شرح ديوان لبيد" ص ٢٩٩، "مقاييس اللغة" (عوذ) ٤/ ١٨٤، "شرح القصائد المشهورات" للنحاس ص ١٣٣، "اللسان" (أجل) ١/ ٣٣، و (بهم) ١/ ٣٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>