للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بها شاذّاً، وهو صواب (١)، ولكنه (٢) أراد (٣): ادع لنا ربك يبيّن لنا أي شيء لونُها؟ ولم يصلح للفعل الوقوع (٤) على (أي) لأن أصله جمع متفرق (٥) من الاستفهام، كقول القائل (٦): يبين لنا (٧) أسوداء هي أم صفراء؟ فلما لم يصلح (٨) للتَّبَيُّن أن يقع على الاستفهام في تفرقه لم [يقع] (٩) على أي، لأنها


(١) لعل المراد من الناحية النحوية، لو ثبتت القراءة به وقد نسب الثعلبي القراءة بالنصب إلى الضحاك ١/ ٨٤/ أ، وعبارة الفراء -والكلام بنصه منقول عنه- يقول: (اللون مرفوع، لأنك لم ترد أن تجعل (ما) صلة فتقول: يبين لنا ما لونَها، ولو قرأ به قارئٌ كان صوابا ..) "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٦. قارن بين كلام الفراء وكلام الواحدي. قال الزجاج: (ولا يجوز في القراءة (ادع لنا ربك يبين لنا ما لونَها) على أن يجعل (ما) لغوا، ولا يُقرأ القرآن إلا كما قرأت القراء المجمع عليهم في الأخذ عنهم) "معاني القرآن" ١/ ١٢٣. وانظر: "تفسير الطبري" ١/ ٣٤٤، فإنه نقل بعض كلام الفراء بمعناه، وانظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٨٥، و"المشكل" ١/ ٥٢.
(٢) في (ج): (ولكنه القائل يبين لنا أسوداء هي أما صفراء أراد: ادع ..) وفيه تكرير جملة لا مكان لها هنا وستأتي بعد.
(٣) ما أحسن صنيع الفراء حينما قال: (ولكنه أراد -والله أعلم- ادع ..) "معاني القرآن" ١/ ٤٦.
(٤) في (ج): (للوقوع).
(٥) عبارة الفراء: (لأن الأصل (أي) تفرق جمع من الاستفهام) يريد أن (أيا) نابت عن جمع من الاستفهام متفرق. انظر: "معاني القرآن" للفراء، وحاشيته ١/ ٤٦.
(٦) (القائل): مكرر في (ج).
(٧) في (ب): (سوداء) بسقوط الهمزة.
(٨) في (أ)، (ج): (فإنما يصلح للتبيين ..)، وما في (ب) موافق لـ "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٦.
(٩) (يقع) زيادة من "معاني القرآن" ١/ ٤٦، وهي لازمة لتمام الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>