للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قوله تعالى) (١): {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} قال ابن عباس: يريد دعني ومن كذبك، وهذا كقوله: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ} [القلم: ٤٤] (٢).

قال الزجاج: العرب إذا أرادت أن تأمر إنسانًا [فإن] (٣) له هَمَّة بأمر أو خصم له تقول: دعني وذاك، ودعني وفلانًا، ليس أنه حال بينه وبين ذلك الأمر، أو ذلك الإنسان، ولكن تأويله: لا تهتم به، فإني أكفيكه (٤).

وقوله تعالى: {أُولِي النَّعْمَةِ} قال ابن عباس (٥)، (ومقاتل (٦)) (٧): أولي الغنى، وكثرة الأموال.

وذكرنا تفسير النعمة فيما تقدم (٨).


= وكذلك الطبري، وابن كثير لم يروا فيها نسخًا. انظر: "جامع البيان" ٢٩/ ١٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٦٦. ما بين علامتي التنصيص نقلًا عن "مجموع الفتاوى" ٢٨/ ٢٠٨.
(١) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٢) لم أعثر على مصدر لقول ابن عباس.
(٣) فإنا هكذا وردت في كلا النسختين، وأثبت ما جاء في مصدر القول.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٢٤١.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، ولعله فسر الغنى في غير هذا الموطن. والله أعلم.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) نحو ما جاء في سورة الدخان: ٢٧ {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (٢٧)}، وقد جاء في تفسيرها " (ونَعْمة) قال علماء اللغة: نَعْمة العيش -بفتح النون- حُسْنُهُ، وغَضَارَتُهُ، ونعمة الله: مَنُّه وعطاؤه، قال المفسرون: وعيش لين رغد كانوا متنعمين". ونحو ما جاء في سورة الزمر: ٨ قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ}، وقد جاء في تفسير {إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ} "قال ابن عباس: يريد: غناه، وأنعم الله عليه بالصحة، وقال مقاتل: أعطاه الله الخير".

<<  <  ج: ص:  >  >>